رسالة إلى الأخوة في جنوب القلب (قصيدة)

خَجُولُونَ يا نِصفَنا في النِّضالْ

خَجُولُونَ يا كُلَّنا في العُضالْ

خَجُولُونَ يا إخوةَ الجُرحِ يا

ضَحايا التَّآخي ، و فَيْدَ القِتالْ

خَجُولُونَ مِن وَعيِنا بَعدَ أنْ

أضاعَ الهُدى وَجهَهُ في الضَّلالْ

خَجُلونَ مِن جَهلِنا أنَّنا

حَمَلنا جِراحاً .. و لَم نُُلقِ بالْ

و أنَّا صَمَتنا على ظُلمِكُم

سِنيناً ، و تُهنا بقالت و قالْ

*****

نَعَم .. نُدرِكُ الآنَ أنَّا على

شَفِيرٍ و أنَّ الضُّحى في زَوالْ

نَعم .. نَشعُرُ الآنَ أنَّ الحَصى

بإنكارِها أصبَحَت كالجِبالْ

نعم .. نَعلم الآنَ أنَّا بلا

بَيانٍ ، و أنَّ الحديثَ ابتِذالْ

و أنَّ التي أرضَعَتنا المُنى

أصِيبَت .. و إن طالَ فيها الجِدالْ

*****

أيا إخوةَ الأرضِ و العِرضِ يا

ضَحايا العَليَّيْنِ (صالٍ) و ( سالْ)

سلامٌ عليكُم .. سلامٌ على

قُرى حَضرموتٍ و دُورِ التِّلالْ

سلامٌ سلامٌ على جُرحِنا

و أوجاعِهِ الشاهِقاتِ الطِوالْ

سلامٌ على كل مَن أُنهِكُوا

مِن القَمعِ و النَّهبِ و الإعتِقالْ

سلامٌ على إخوةٍ جَهلُنا

بآلامِهِم كَم تَمادى و طالْ

*****

أيا إخوةَ الحُلمِ و الظُّلمِ يا

ضحايا الإشاعاتِ و الإفتِعال

خَجُولُونَ مِنكُم ، و مِنَّا ، و مِن

حِدادٍ أقَمناهُ بَعد احتِفال

و مِن وحدةِ الشعبِ بالشعبِ مِن

عِناقٍ حَوانا و صارَ احتِلالْ !

و مِن حُلمِ أجدادِنا إنْ قَلى

و صارَ الذي كان فَرضاً .. مُحالْ

*******

ألا لا تُنادُوا بتَودِيعِنا

فما أصعَبَ الهَجرَ بعد الوِصالْ

ألا لا تَعُودوا كأحقادِنا

فما غَيَّرَ الحِقدُ للناسِ حالْ

ألا لا تَظُنُّوا بنا _ إننا

ضَحايا لِمَن صالَ فيكُم و جالْ

و إنا ظُلِمنا جميعاً .. فَمَن

أصابَ الجَنوبَ .. اصابَ الشمالْ

و إنا غُلِبنا على أمرِنا

فلا تأخُذونا بحِقدِ الجِمالْ

و إنا ابتُلِينا بهِ مثلكم

و قد آنَ أنْ نُحسِنَ الإغتِسالْ

لقَد زَمجَرَ الشعبُ في وَجهِ مَن

يبيعون أرحامَهُم بالريالْ

و قد آن للوحدةِ اليومَ أن

تُغني .. فعَهدُ الخِلافات زالْ

أيا إخوةَ الجُرحِ إنَّا بكُم

و أنتم بنا _ لن نَحطَّ الرِّحالْ

و لن يكتُبَ الدهرُ أنَّا على

دروبِ التلاقي قَطَعنا الحِبالْ

و أنَّا نَسِينا حليبَ المُنى

و آهاتِ صَدرٍ مِن البَينِ سالْ

غَداً سَوفَ نَصحو جميعاً على

صباحٍ بَهيٍّ شَهيٍّ زُلالْ

غداً سَوفَ نزهو بثوب العُلا

و نَرقى بجِيلٍ يُجيبُ السؤالْ

و يَمشي إلى الحقِّ أصحابُهُ

و ما الحقُّ إلا عُهُودُ الرِّجالْ

إذا الشعبُ يوماً أحَبَّ الحياةَ

فلا بُدَّ أنْ يَكرَهَ الإنفِصال