
إن الهدف الطبيعي لأي قوة أو جماعة تحاول السيطرة على الحكم أو (إمارة) هو كسب ود شعب تلك الإمارة التي يريدون تأسيسها.
ولكن أن يُرهبوا ويقتلوا ذلك الشعب ،ويقومون بزراعة العبوات الناسفة والطرود المفخخة وتوزيعها في ( الشوارع والأسواق وأي مناطق لاستهداف البسطاء ) فإن ذلك يجعلنا نؤمن بأن من يخطط لتلك الأعمال ليسوا سوى مأجورين ،ويقومون باستغلال سذاجة البعض عن طريق غسل أدمغتهم بصورة مُمنهجه ،بهدف إعدادهم لمشاريع انتحارية ضد البسطاء لأهدافهم الغير معلنه .
وبالتأكيد أننا نواجه وسنواجه - في قادم الأيام - صعوبات جمّة إن لم تستفيق الحكومة من سباتها ، وسننجر نحو إخفاقات أمنية متلاحقة ومتلازمة لنا والخوف من أن تتحول إلى معضلات لا شفاء منها مستقبلاً .
إضافة إلى ما سبق ،ما رأيناه مؤخراً من اشتباكات التي جرت في وزارة الداخلية – معقل الحكومة الآمن وحصنها الحصين – والذي تم السيطرة عليه من قبل بعض الأفراد الخارجين عن القانون !
وبالطبع هناك مخربي الطاقة الكهربائية والخاطفين وقطاعين الطرق .
فكل ما سبق يحتم على الحكومة العمل وبحزم وقوة ،كون الأمانه فقط ليست هي الصفة التي من المفترض على السلطات التنفيذية - ممثلة بالحكومات - أن تتسم بها بالرغم من تحفظ الكثيرين على إطلاق صفة الأمانه على بعض الوزراء ،ولكن يمكننا القول باتصافها بنوع من الأمانه كانت تفتقر لها الحكومات السابقة .
فالمطلوب من هذه الحكومة وضع الخطط والإستراتيجيات ( الفعّالة والناجعة ) من أجل الحفاظ على السكينة العامة وتوفير الأمن والاستقرار ،الذي بدوره سيؤدي إلى إنعاش الحياة العامة للمواطنين ،وكذا تقوية الاقتصاد عن طريق إعادة الحياة للمشاريع الإقتصادية القائمة وكذا لجذب إستثمارات جديدة وهذا سيؤدي في تخفيض معدلات البطالة والفقر
,وهذا يتطلب الاستقرار الأمني قبل أي شيء - وهو معدوم- .
وأرى أن من المهم توفر صفتين ضروريتين هما (( القوة والأمانة )) لأي عمل عام ،وأعتبرهما الجناحين الذين لا يمكن لأي حكومة أو أي منصب تنفيذي في الدولة النجاح والطيران بأحلام الشعب نحو غداً أفضل .
قال تع إلى : (( الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ )) ( قريش : 4 ) صدق الله العظيم ولنراجع فيما طرحت ومقارنته بالنهج القرآني للآية القرآنية السابقة ،التي تحتم توفير أساسيات الحياة العامه لأي شعب أو مجتمع عن طريق ( توفير المأكل والمشرب - بكرامة - ،وكذا حفظ الأمن والسكينة ) وهو ما نراه متذبذب في اليمن ودون المستوى المقبول ،في ظل تزايد الهواجس المعيشية والأمنية التي نعيشها والتي تحتاج للعزم وللنزاهة في نفس الوقت.
وقوله تع إلى : (( إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين )) (القصص : 26) صدق الله العظيم فمن وجهة نظري والكثيرين أيضاً أن الحكومة هي أجيره لدى الشعب وهذا ما أعترف به رئيس حكومة الوفاق الوطني .
وما نشهده يوماً بعد يوماً إن مستوى الحكومة وأداها ضعيف ودون المستوى الذي كان منتظر منها خصوصاً إنها احتوت - بصورة مقبولة - من الأقوياء والشرفاء والوطنيين .
ومن هنا أقول لحكومة الوفاق الوطني ولأي حكومة عاجزة دعوا العمل العام لل ( القوي الأمين ) إن أردوا الخير للبلاد والعباد ولا ضير أن يتم استبدالهم من نفس الأحزاب كونها فترة توافقية ولكن لا يستمر الحال على ما هو عليه الآن.
والله من وراء القصد ..




