
إفخَرْ بنَا .. أنتَ فِينا الفَخْرُ والشَّرَفُ
يا مَوْطنَاً كالأمَانِيْ مَا لَهُ طَرَفُ
إفخَرْ بنَا إنَّنَا نَهْوَاكَ يا وَطَنَاً
عَلَى مُحَيَّاهُ وَجْهُ الصُّبحِ يَعْتَكِفُ
يا أيُّهَا السَّبَئِيُّ الحِميَريُّ ويَا
ذَا التُّبَّعِيُّ الأبيُّ الشَّامِخُ الأنِفُ
هَذا شبَابُكَ مِن أشهَى الجرَاحِ أتَى
بثَورةٍ أنتَ فِيهَا اليَاءُ والألِفُ
بثَورةٍ أنتَ مَن سَطَّرتَ أحْرُفَهَا
بالبَذلِ , لا بالأمَانِي وهي تُغتَرَفُ
هذا شبَابُك شَبَّ العَزمُ فِي دَمِهِ
حَتَّى تَوَرَّدَ مِنهُ الكَفُّ و الكَتِفُ
هذا شبابُكَ فافْخَرْ بالشبَابِ و قَدْ
أتَى بهِ اللهُ _ مَا جَاءَتْ بهِ الصُّدَفُ
يا مَوطِنِي يَا زُلالَ النُّورِ يا وَهَجَاً
صُغْنَاهُ بالأمْسِ و الأرواحُ تُختَطَفُ
لَسَوفَ نَبْنِيكَ فِي أروَاحِنَا وَطَنَاً
ونَحنُ أكَرَمُ مَن بَرُّوا و مَنْ حَلَفُوا
لَن يَكتُبَ الدَّهرُ أنَّا حِينَ لُذْتَ بنَا
يا أكرَمَ الأرضِ طُرَّاً .. مَسَّكَ الكَلَفُ
إنَّا حَمَلْنَاكَ و الأيَّامُ ظَامِئَةٌ
فَكَيفَ نُلْقِيكَ و السَّاعَاتُ تُرْتَشَفُ
هذا شَبَابُكَ فَافْخَرْ بالشَّبَابِ إذَا
مَا شَمَّرُوا لِلبنَاءِ اليَومَ , أو هَتَفُوا
جيلٌ تَشَرَّبَ مِن عَينَيكَ نَخْوَتَهُ
حَتَّى تَسَاوَى لَدَيهِ المَوتُ و التَّرَفُ
يا مَوطِنَ الحُلْمِ فَاصْعَدْ لِلعُلا مُهَجَاً
غَرَامُهَا أنتَ .. يَا مَن حُبُّهُ لَهَفُ
عَهدُ الخِلافَاتِ وَلَّى , و هوَ مُنْتَبَذٌ
مِن طَلعَةِ الفَجرِ حَتَّى تُنشَرَ الصُّحُفُ
أوجَاعُنَا عَلَّمَتْنَا أنَّ كُلَّ يَدٍ
بأُختِهَا , لا بكَفِّ الغَيْرِ تَعْتَرفُ
لا لِلخِلافَاتِ , لا لِلطَّائِفِيَّةِ , لا
لِلمَذْهَبيَّةِ , إنَّا مَسَّنَا التَّلَفُ
لا لِلْعَمَالاتِ , لا لِلإرتِهَانِ , و لا
لِلعُنْصِريَّةِ , إنا ضِدَّهَا نَقِفُ
خُذنِي برَأيي فِإنْ أخطَأتُ أنتَ أخِي
وأنتَ زَنْدِيْ , فَأَنَّى عَنكَ أنْصَرفُ
قَدْ يَنزَغُ الشَّرُّ مَا بَينِي و بَينَكَ مِن
كَفِّ الذينَ اسْتَبَاحُوا الشَّرَّ واقتَرَفُوا
وقَدْ أسَمِّيكَ خَصْمِي دُونَ بَيِّنَةٍ
لَكِنَّنَا فَوْقَ هِذي الأرضِ نَأتَلِفُ
لا تَحمِلِ النَّارَ فِي وَجْهِي فِإن مَعِي
مَن كُنتُ بالأمْسِ أخشَاهُ و أختَلِفُ
ها قَدْ رَأَى الفَجرَ شَعبٌ كُلَّمَا ارتَفَعَت
أبرَاجُهُ فِي اللَّيَالِي حَبْلَهَا نَسَفُوا
إنَّا بَنُوه و إنَّا مَن سَيَرْفَعهُ
فَوقَ السِّمَاكَيْنِ إنْ حَطَّت بهِ السُّقُفُ
وسَوْفَ نَهْتِفُ فِيهِ كُلَّ ثَانِيَةٍ
لَنْ يُوقَفَ السَّيْرُ حَتَّى يُبْلَغَ الهَدَفُ




