رسالة إلى مُدلَّه إيران الصغير..

لأكثر من ثلاثة أيام وأنت تمطرنا بمشاهد "الإيجاب" البراقة عن مدلّهتك "إيران"، وقد استعرت عنوانا لتلك المشاهد من اسم المصنف الذي وضعه عن هذه البلاد منذ سنوات كثيرة، المفكر العربي فهمي هويدي.

بين ما تقوله اليوم، وما قاله هذا المفكر، بون كبير، وإن اقتربت يسيرا من حواف قوله؛ لكن، بالله عليك قل لي: ما سرّ ذلك الانبهار، وأنت ترى أن إيران ليست بأقل من كائن جغرافي وديموغرافي توسعي متعطش للاستحواذ على ترابك ومقدساتك وتاريخك، مع كل سانحة يهديها هذا الدهر الأعمى، ومنذ آلاف السنين.

ثم دعني أسألك بكل وضوح: وأنت تقدم إيران بهذه اللوحة الوهاجة، وبصورة تشي بغرام أعمى وأصم؛ ماذا قلت لهم عن وطنك اليمن الذي أثخنتَه ضربا وطعنا بحداد لسانك مع كل إطلالة تطل بها من قنوات الفرقة التي تمولها هذه الدولة؟!!

إن حفنة الريالات الإيرانية التي قبضتها يداك- ولا أخال أن ذلك لن يكون وقد اعترفت به- ما هي إلا ثمن بخس لحبك المفترض لليمن الذي يُطلب منك اليوم أن تتخلى عنه، وقد امتلأت به أذناك، ولم يتجاوز رغم صخبه قلبك، عندما كان يتلى عليك ذلك وأنت على مقاعد الدرس!!

ألم تقل لهم: كفوا عن تدخلاتكم في وطنك الذي يتجرع الموت والتمزق وهم يمعنون في ذلك على دأبهم القديم؟

ألم تقل لهم أن يراعوا حرمات وحقوق أبناء إقليم الأحواز الذين يسومونهم سوء العذاب؟

ألم تقل لهم أن يعيدوا ما اغتصبوه من جزر عربية لبلد عربي هو بعضٌ من هويتك التي يجب أن تجسد رسمها المنقوش في جواز سفرك؟

ألم تقل لهم بأن يكفوا عن تدخلاتهم الفجة في شأن وحدة التراب اليمني وإنسانه، في شمال شماله، وفي جنوب جنوبه؟

ما هي الصورة المتواضعة-لا الوهاجة كما قدمْت بها أيران- التي قدمتها لشعب إيران عن وطنك اليمن الذين يفاخرون في كتبهم المدرسية أنه كان ذات يوم مستعمرة ذليلة في أكناف مملكة النار؟!!

وأخيرا، أقول لك: إن أبواب الشهرة كثيرة ومتنوعة، لكن، أخسها وأحقرها، ذلك الباب الذي مكتوب على عتبه: كم تدفع؟!

* باحث في شئون النزاعات المسلحة