الاعتذارات.. أنا آسف يا وطن

باسم الاب والابن والروح القدس نطالب بالاعتذار لتعز والاعتذار لشرعب، تعز التي احتضنت الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر مورست في حقها ابشع العقوبات المناطقية المقيتة، ومورست ضدها حروب باردة واخرى مسلحة، لم نكبر الا والدبابت في جبال المخلاف وشرعب والخوف يملا القلوب من حراكيش الجبهة ، اليوم اذا كانت اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني تطالب باعتذرات شمال جنوب نطالب نحن ابناء شرعب بجملة من الاعتذرات لدينا قتلى وجرحى وضحايا ومختطفين لا نعرف مصيرهم إلى اليوم .

اسألوا من كانوا يريدون تحقيق الوحدة من جبال الحرية وعسق ونجد الفجير والمسنون وحقاط وجبل اغبر وشديد وعزبان والحباري وجبل الصنع قولوا لهم هل كان لديكم عقول ام كنتم مسيرين وانتم تفخخون الجبال وتسممون ابار المياه وتروعون الناس .. اذا كان احد يستحق الاعتذار فشرعب تستحق الف اعتذار .. اللجنة التحضيرية جاءات لتصفي حسابات قديمة بدل من ان تضع اجندة حقيقة للحوار ،جاءات لتقلب المواجع وتنهي الحوار من اساسه.

عندما يبدا الناس بحوار فعال فانهم يبدأون من نقاط الاتفاق وليس من نقاط الاختلاف، وكثرة الاعتذارات لن تعيد الا الذكريات الاليمة ولن تفتح الا ابوابا للتساؤلات العقيمة، ولمن يتم تقديم الاعتذارات للقتلة ام للمقتولين ام لليتامى والمشردين ؟ لماذا لا يكون الاعتذار لليمن جملة واحدة بلا تفاصيل وتحال مسألة الحقوق للقضاء في الشمال والجنوب والوسط وتفعيل العمل بالقوانيين هو ابلغ من كل الاعتذارات .

هل يجب ان تقدم الاعتذارات مكتوبة ام شفهية؟ اذا كانت مكتوبة فانها ستكون ادانات مستقبيلة وثارات ممتدة سنحملها لقادم الايام ، انها الفخ الذي سيهد ما بقى وسيلغي انتصار الثورة ، وبدلا من رمي مخلفات المراحل كلها وراء ظهورنا واستبدالها بمشاريع بناء وتنمية حقيقة تطالب اللجنة بفتح خنادق للماضي من اول وجديد، هذه الاعتذرات الوهمية هي العصى التي تضعها اللجنة في العجلة وهي بمثابة وضع العربة امام الحصان.

لماذا لا يكون هناك جملة واحدة تشمل كل شيء : "نحن نعتذر لك يا وطن عن كل ما فعلناه وفعله السفهاء منا طيلة 50 عاما " ليس من العدل ولا من الانصاف ان نحمل طرفا واحدا كل سيئات الماضي، وعلينا ان لا نجعل شخصا شماعة لاخطاء شعب وقيادات متعاقبة، وليس من العدل حتى تحميل علي صالح ونظامه كل الاخطاء السابقة..

علينا ايقاف ضخ العواطف للهواء الطلق فان نتائجها ستكون عكسية حتما، اننا بحاجة إلى ثقافة التسامح والاعتذار بشكل عام بدون تفاصيل فليس من الحكمة ان اعتذر لشخص واذكره بكل جرح نكاته له وبكل فعل فعلته ضده لاني بهذا ساثيره واستثير حميته ضدي واعطيه مبررات الثأر والانتقام وهذا ما تريده لجنة جلب المصائب المسماة اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني، شروط الحوار ركيكة ومكررة وكلها تصب في خانة واحدة ولن ينتفع بها احد الا من يظن ان الاعتذار يغني من الحق شيئا.

واخيرا انا اسف يا وطن.. حارة حارة بيت بيت زنقة زنقة نفر نفر..

اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني حياكم الله وسدوها باعتذار واحد لليمن كلها بدون تفاصيل لبيت فلان متر اعتذار ولبيت علان نصف متر اعتذار "وكثر الوضوء يخرج.. الدسم" مع الاعتذار للاغنية .. تكرار ممل وتفاصيل يكمن فيها الف شيطان والعقل زينة.