هل يختلف (الجنوبيون) لكي يتفقوا؟!

تتسارعُ وتائرُ الحراك السياسي التعبوي (الجنوبي) السلم ، على طول وعرض محافظات الجنوب –هذه الايام- تحضيرا واعدادا وتهيئة لمولود (جديد) قد يرى النور قريبا ، وإن تعددت الرؤى والطروحات ، حول (ماهية) هذا (المولود) وشكله الموعود !

كجنوبيين ؛ مهما اختلفنا أو اتفقنا ، نجد من المسؤولية ، التأكيد ان قضيتنا واحدة ، ومصيرنا واحد ، لا يتجزأ بأي حال من الاحوال ، حتى وإن اختلفت مسميات (المجالس) الحاملة أو الحاضنة للهمِّ الجنوبي الاعمّ!

نعترفُ ونقر –نحنُ في تيار المستقلين الجنوبيين- ان اختلافنا –هذه المرة- لا يمكن ابدا ، ان يقود إلى مأزق وازمة "جنوبية جنوبية" مهما حاولت (اطراف) من خارج السرب ، افتعال ذلك!

ولدينا يقينٌ لا تخالجه ذرة شك ، بنجاح المؤتمرين الجنوبيين القادمين ، حتى وان ظهرا بشعارات مختلفة ، ولكنها تصب في الاخير ، في مجرى القضية التي تشرئب اعناقنا لان تكون هي المنتصرة .. وبما يبعد عنا صور الاختلاف (الشكلية) التي لا تعبر عن حقيقة ما يتطلع اليه كل الجنوبيين .. ودون استثناء!

قد نختلف في (التكتيك) ولكن لا ينبغي اطلاقا ان نختلف في (الاستراتيجية)!

تابعت في الايام القليلة الماضية نشاطا محموما في كل من عدن والضالع وابين ويافع والمكلا و..و.. فوجدت ان جميعها تعبر عن مشاعر واحاسيس اخوية صادقة بغض النظر ان يكون الحشد هنا مؤيدا لتيار جنوبي ..والحشد هناك مؤازرا لتيار اخر!

باعوم أو محمد علي احمد أو السيد البيض أو العطاس أو علي ناصر أو السفير الحسني .. كلهم يعبرون عن تطلع مشروع ، وكلهم مجمعون –دون ادنى شك- على ان تأخذ قضية الجنوب ، مكانها الطبيعي ، من اهتمام العالم اجمع ..وهذا ما يسعى اليه ايضا كل شرفاء الجنوب في الساحات .. والمكونات بمختلف مسمياتها!

لا يهم ان تكون لدينا قناة فضائية جنوبية ، تناصر طرفا في الساحة الجنوبية ، وتعتبره هو الزعيم المطلق ، وهو المحرِّر الاوحد للجنوب .. أو اخرى لا تزال تحث خطى الالق ، مستفيدة من التراث الفني الغنائي الجميل ، والموروت منذ عهود ، ما قبل وبعد الاستعمار الاجنبي للجنوب، ف(المصير) واحد!!

فكلا القناتين الفضائتين ، وان اختلفت في شكل وصورة ، ما تقدمه للجمهور ، في الداخل وللعالم ايضا ، هما لا شك ، تعبران عن طموح (حقيقي) ومشروع لدى القائمين عليها و(الممسكين) بزمام الامور فيها ..أكانوا رموزا وطنية جنوبية معروفة ..او تلك التي تقفُ خلفها من الصف الثاني والثالث!

على كل حال ؛ ارى شخصيا ان الجنوبيين وإن ظهروا ( مختلفين) - وانا واحدٌ منهم- قادمون ، على جهد وطني كبير ، سيذهل العالم ، وسيقلب كلَّ التوقعات المتشائمة ، بل وسيرميها في مزبلة التاريخ (القريب)!