
تحت عنوان: لا بد أن يفضح الضمير الإنساني قتلة جار الله عمر" كتب الدكتور ياسين سعيد نعمان، مقالا مطولا عقب اغتيال صديقه ورفيقه في العمل السياسي، الشهيد جار الله عمر، الذي اغتيل في 28 ديسمبر 2002م، بُعيد إلقاء كلمته، في المؤتمر العام الثالث لحزب التجمع اليمني للإصلاح، في صنعاء.
وقد قال الدكتور ياسين، فيما قال، في هذة المقالة، واصفا ائتلاف القتلة أنهم:" طائفة من الأجلاف، جمعتهم القسوة، والكراهية، والتعصب في محور بغيض، متنافر، لا يأتلف إلا حينما تشرع الحياة يإنتاج شروط الحب، والتسامح، والحرية والسلم الاجتماعي، يأتلف ليخمد هذه الشروط، بالعنف ويجهز عليها بالدم".
أنا بدوري أخشي ما أخشاه، أن يكون ما جرى للدكتور ياسين اليومين الفائتين، من محاولة اغتيال، هو جس نبض، أو استفتاء على مكانة الرجل لدى هذا الشعب، الذي داخ السبع دوخات-كما يقال- وهو يحاول فهم ما يجري؛ لكنه ارتد خائبا، حتى بدى ناطقوا الأجهزة الرسمية -وما أكثرهم- على صورة ذلك الرجل الذي حاول حين افتضح ظراطه أن "يغطي الظُّراط بالنحنحة" كما يقال في المثل الشعبي اليمني، وأعتذر -هنا شديد الاعتذار عن أن أكون قد جرحت مشاعركم -أعزائي- بهذه الاستعارة المقرفة، لكنها بدت لدي كأصدق تعبير لما يجري وجرى تبريره.
وأقول للدكتور ياسين سعيد نعمان، إن الرسالة التي بلغتك، أو طرفا منها، ربما تتكرر، لكنها قد تكون أبلغ في قادم الأيام، ولذلك يجب أن تحتاط، وإن كانت الأعمار بيد الله تعالى، غير أن الراعي لغنمه لم يسّلم بالقضاء والقدر، حين يجتهد في حماية غنمه من الذئاب!!
ذات يوم، قال لي أحد العسكر المتقاعدين، ونحن في حديث عابر في إحدى وسائل المواصلات، ندمت ندامة ما بعدها ندامة، هذا الندم، مبعثه، أنني كنت واحدا من مجموعة هاجمت بنيران الأسلحة منزل الدكتور ياسين سعيد نعمان، رئيس مجلس النواب السابق، في فترة التأزم السياسي عام 1992، 1993م، بل وقال بالحرف الواحد: إنه ناله من تلك العملية خمسة آلاف ريال؛ لكنه نادم جدا، وكم يتمنى أن يعفو عنه الدكتور ياسين لفعلته تلك، ولولا خوفه من المحاكمة لسعى إليه طالبا المسماحة والعفو.
ومثلما ندم ذلك الرجل، ربما سيندم من حاول الاغتيال مؤخرا، ولو بعد حين، ولات حين مندم.




