خاتم الشعراء

قصيدة ألقِيَت أمس في حفل تكريم الدكتور عبدالعزيز المقالح في مركز الدراسات والبحوث اليمني:

عَلى الحَرْفِ قَبْلَ الحِبرِ .. سَحَّتْ غَمَامَتُهْ

وبالقَلْبِ قَبْلَ النَّبْضِ .. حَطَّتْ حَمَامَتُهْ

ولِلشَّعْبِ قَبْلَ الفَجْرِ كَانَ انْتِفَاضَةً

وصَلَّى إمَامَاً يَوْمَ ضَلَّتْ إِمَامَتُهْ

تَغَنَّى بهِ طِفْلاً .. وغَنَّاهُ وَالِدَاً

ونَاجَاهُ حَتَّى مِنْهُ قَامَتْ قِيَامَتُهْ

ولَمَّا تَرَاءَى لِلفَرِيقَيْنِ حَرْفُهُ

تَجَلَّى نَبيَّاً مِن هُمُومٍ عِمَامَتُهْ

لَهُ مُعجزات الشِّعْرِ تَتْرَى تَفَتَّقَتْ

ومَا أعْشَبَتْ إلَّا مِنَ الدَّمْعِ هَامَتُهْ

نَقِيٌّ كَمَا نَهْوَى , بَهِيٌّ كَمَا نَرَى

نَدِيٌّ كَمَا تَهْمِي عَلَيْنَا ابْتِسَامَتُهْ

ومَنْ مَرَّ فِي دَرْبِ التَّفَاعِيلِ مَرَّ فِي

خُطَى مَن إلى الأفلاكِ تَمْتَدُّ قَامَتُهْ

سَكِرْنَا بهِ فِي كُلِّ سَطْرٍ وجُمْلَةٍ

وهَل تُسْكِرُ الأبصَارَ إلَّا مُدَامَتُهْ

إذا كَانَ لِلشِّعْرِ الذي أنتَ أهلُهُ

أذَانٌ .. فَأنت َاليَوْمَ فِينَا إقامَتُهْ

مِنَ "العَيْنِ" حَتى "الحَاءِ" كَانَتْ نُبُوءَةٌ

وخَاتَمُهَا لِلنَّاسِ فِي الخَدِّ شَامَتُهْ