المنصور هادي.. والقدرة على الغناء والبقاء والبِناء

1

أثبتتِ الأحداثُ لكلِّ مُلتوي الطبع ، مريض النَّفس ، سقيم النَّوايا .. أنَّ المنصور هادي رأس البلاد حقاً ؛ وليس رئيسها فحسب!

غَنَّى حين ارتفعَ صوت الغربان ..

2

وأثبتَ قدرةً على البقاء في هجيرِ الخُبثِ كزهر الصّبَّار .. وبرهنَ بصدق على البناء ، بهدوء ، كصقرٍ يبتني عُشَّاً مستديراً ، ممتنعاً على الصِّغار من الطَّيرِ ، فوق قمة !

3

حملَ كفنَهُ معطراً بروح اليمن ؛ وارتدى من آمال الشهداءِ ضوءاً يسترشدهُ وجهَ الصباحِ الكبير ؛ ومشى وعلى عينيه نوايا جليلة لصنعِ وطن ..!

4

بسيطاً كالهواء

نقياً كماءِ المطر ..

ندياً كالوردِ في صبحٍ كريم

قاسياً .. ولكن كالشَّمسِ في قلبِ الهجيرة .

كأنَّما كان الوطنُ على وعدٍ معه ..

أو كانَ هو على ميعادٍ مع الوطنِ ، والتاريخِ ، والناسِ ، والفجرِ المجتهدِ بالتَّولُّد من بهاءٍ ونور .

5

لا يخشى إلا اللهَ ، ونفسَه .

ولا يمتلؤ إلا كما يمتلؤ الحقُّ إلا بالحقِّ .

ولا يمشي إلا كما يمشي السَّيفُ عارفاً متعةَ الإرتياحِ فِيْ الغمد !

فيرتديَ حمائلَ الوردِ ، والزهرِ ، والنَّدى مانحاً الناسَ وطناً ، وواهباً الوطنَ ناساً .

6

لا تمنحوه تصفيقاً ..

فهو لا يحبه .

ولا تمنحوه تهليلاً ..

فهو يعرفُ أنَّ العيدَ آتٍ .

ولا تمنحوه وساماً ..

فكلامُ الناسِ أوسمةً يلبسها .

إمنحوه قليلاً من الصمت

والسكون ..

فهو يعرف طريقه كالشمس .

الرجلُ يجتهدُ في صُنعِ وطن !!

فاتركوه ..

وسترونَ كيف يُولدُ وطنٌ كادتِ المُدى تمزقه !

7

أيُّها التاريخ ..

قِفْ هنا

لترى العنقاءَ تُولد من كفِّ رجل !

والله من وراء القصد .