إيران والدور المشبوه في اليمن

تعيش اليمن حالة من محاولة فرض الوصاية ، يظهر ذلك من خلال التجاذبات الدولية والإقليمية في اليمن،واستغلال حالة الانتقال من اللادولة إلى دولة المؤسسات،ومن الحالة الثورية إلى حالة الاستقرار السياسي، والذي تحاول كل الأطراف في الداخل والخارج وضع برامجها بقوة لتكون مقدمة لكسب المعركة السياسية القادمة، أضف إلى ذلك أن هذه الأطماع ناتجة من وضع اليمن المتردي اقتصاديا وامنيا ، والتي تبدوا من خلاله الدولة هشة وضعيفة يسهل التأثير عليها.

يتقمص البعض رداء الخوف على اليمن وضرورة الحفاظ عليها من الانهيار وهذا محمود ويشكره اليمنيون، كل هذه المبررات المشروعة والغير مشروعة تظل مقبولة إلى حد ما،إذا ما كانت في حدود التعامل مع الدولة ومؤسساتها الرسمية، والتعاطي مع الأحداث والتطورات بشكل موضوعي وشفاف.

ما يلحظه الكثير من المراقبين من تدخلات إيرانية تأتي في سياق (التدخلات السافرة)رغم كل مبرراتها فتحركاتها في اليمن مريبة وباعثة على الخوف والتوجس،وذلك يضع عليها الكثير من الأسئلة:

لماذا تحاول إيران التدخل في الشأن اليمني بهذه الطريقة الشاذة والغير متعارف عليها بين الدول ذات العلاقة الطبيعية؟

هل ذلك للمساهمة في الحفاظ على وحدة اليمن ، ومن أجل مساعدة اليمنيين على تجاوز الصعاب ؟

وكيف نفسر الدعم المعلن واللامحدود من قبل إيران لفصائل في الحراك الجنوبي تتبنى الانفصال بشكل علني وواضح ؟

وكيف نفسر استقطاب مجموعات من الشباب لتدريبهم في لبنان ليعودوا دعاة عنف في الجنوب ؟

وسؤال آخر هل التدخلات الإيرانية من أجل الوقوف مع الثورة ودعم الثوار؟

فماذا يعني دعم أطراف محددة وذات أدوار مشبوهة دائما ما تسعى لإفشال الثورة عبر تصرفاتها الميدانية المخالفة لشعاراتها المعلنة.. وهل إيران قلقة على الشيعة في اليمن وبالتالي فهي تتدخل لحمايتهم؟

وذلك لعمري خطأ فادح من عدة وجوه:

الأول: انه تدخل في الشأن الداخلي لدولة أخرى.

وثانيا:أن التاريخ لم يشهد أي صراعات مذهبية في اليمن بين الزبدية والشافعية وغيرها من المذاهب ، وكل ما نشهده اليوم هو نتاج أطماع سياسية لا دخل للمذهب فيها

وثمة سؤال آخر وهو الأهم:

هل محاولة التدخل الإيراني من أجل تحويل اليمن إلى ميدان لمعركة تصفية حسابات مع دول أخرى لا ناقة لليمنيين فيها ولا جمل، فقط ليكون اليمنيين هم الوقود لتحقيق الأهداف الإيرانية؟

يعني هل إيران تريد من اليمن عراق المالكي ، أو لبنان حسن نصر الله أو بحرين السلمان؟