دون ترتيب مسبق منا أو من جندي المدنية المجهول، المثقف والإنسان البسيط والعظيم في آن، محمد اللطيفي، حضرت اليوم والزميل أسامة الشرمي ندوة بعنوان صدمني بقوة وبقسوة معا ،أن يرفع في مدينه تجاوزته منذ زمن وهو "التعايش كضرورة وطنية" أين؟
في العاصمة الثقافيه لليمن حسب القرار الرئاسي الأخير، "تعز"، نعم في تعز ،وليس في صعدة أو أي محافظة جنوبية للأسف والأكثر إلاما لي أن الندوة أستهدف بها نخب القطاعات الشبابية لأحزاب المشترك في تعز، عاصمة الثقافة، ومن هول الصدمة أستمعت بإنصات شديد لكل ماقيل فيها، وخاصة التعقيبات على كلام المتحدثين الرسميين، المثقفان الرائعان، هشام السامعي وأحمد عثمان، لكن للأسف، زادني الأمر ذهولا وإنصداما، أن تعز التي غادرت كل مربعات التخلف التقليدية, قبلية أو مناطقيه أو مذهبية، وقدمت أفضل صور الإندماج الوطني تأريخيا..
للأسف لم تستطيع أن تردم فجوة جيل يفترض أنه جيل ما بعد الحداثه، جيل الربيع العربي، الذي أنهى كل تخندقات الماضي وأهال عليها التراب بأعظم ثورات البشرية على الإطلاق، الأغرب والأنكى أن شيوخ المشترك ومهندسيه الكبار، والذين عاشوا صراعات الماضي الداميه، قد تجاوزا مرحلة المشترك السياسي، إلى المشترك الثقافي والإنساني ليس مع بعضهم فحسب بل مع العالم كله ، فيما شباب مشترك عاصمة الثقافة غارقون في شوزفيرنيه ونرجسية قاتلة، نابعه من أمية ثقافية مخيفة، إنعكست في ممارسات متخلفة ليس أسوأ منها إلا تبنيها من قبل بعض المحسوبين على الثقافه والأدب أو أؤلئك المحسوبين على شيوخ الدين والدعوة، فيما الدين والثقافة مصدرا التسامح الرئيسيين، ولا علاقة لهما بالتطرف والتعصب، الذي صدمني تجذره في مدينة المدنيه والثقافة بل وفي مدينة الثورة المدنية الأكثر إبهارا وإلهاما ، لكني للأسف أقولها لكم هذه ليست تعز التي نعرف والتي يتخيلها اليمنيون.