مجلس الطاقة والمناقصات ومعاناة عدن بالكهرباء

 مياد خان

أتابع وباهتمام قضية شراء الطاقة الإسعافية لعدن وأذهلت وأنا أمام التفاصيل التي تتحدث عن ‏المماطلة المتعمدة لتعطيل انفاذ مناقصة تلك الاتفاقية.. تمثل أمامي ماعانيناه في العام الماضي , من ‏انطفاءات تجاوزت الحد الأدنى للمعيار الإنساني , صمنا وافطرنا وتسحرنا وصلينا على ظلام حكامنا ‏لنا في عجزهم لتوفير واحدة من مقومات الحياة الإنسانية في عصرنا.‏

هأنا اليوم أراقب بقلق شديد شبح الكارثة الذي سيخيم علينا في صيفنا القادم ,حر وصيام بلا ‏كهرباء صرخات أطفالنا وأمراض آبائنا وضيق حالنا وانعدام حياتنا ولكننا اليوم سنرفع أصواتنا عالية ‏قبل حلول المصيبة.‏

رئيس مجلس الطاقة رجل لا يعطي للآدمية أي اعتبار وهو يقف كعائق كئود أمام انجاز المناقصة ‏التي ابرمت مع شركة دوم والتي على الأقل ستحل مشكلتنا خلال الثلاث السنوات القادمة لكن المدير ‏المبجل انطلقت قريحته وهو الحريص على مصلحة الدولة اكثر من مصلحة مليون وماتين ألف انسان ‏فذهب ليكتشف مايرى أنها مخالفات وذهب ابعد من ذلك لينصح بالغاء المناقصة التي تفضل باسندوة ‏مشكورا ومتفضلا بالغائها لندخل بعدها في دوامة مناقصة جديدة اتضح مؤخرا انها تصاغ لصالح ‏اسماء والقاب جاءت علينا بالخراب فيما مضى من معاناتنا مع أنظمة الفساد الشامل دون ان يبالي ‏المدير المبجل ولا رئيس الحكومة ولا حتى وزير الكهرباء بعاقبة قرارهم الارتجالي الغير مدروس.‏

اليوم تجلى أمامنا السبب الحقيقي الذي لأجله الغيت مناقصة صيانة مولدات المنصورة وهانحن ‏اليوم ندخل دوامة سمسرة من العيار الثقيل ابطالها يدعون الوطنية وحب الوطن وحماية مصالحه في ‏مناقصة الـ130 ميجا من الطاقة لكهرباء عدن.‏

بالله عليكم ألا يستحي رئيس الحكومة وهو يعلم قسوة حر الصيف في عدن حين اصدر قراره ‏بالمماطلة في تأخير انجاز مشروع الكهرباء الإسعافية بعدن من خلال الغاء المناقصة ألا يتقوا الله وهم ‏يعجنوننا من مناقصة لأخرى , أما يكفيك يامدير المناقصات فساد الماضي اما يكفيكم السمسرة بمصالح ‏الناس وخدماتهم الأساسية

أخبرونا هل قراركم له علاقة بالسياسة لأنكم تعلمون تماما ان عدن بلا كهرباء في الصيف لن يقر ‏لها قرار هل تعملون على تعكير الأجواء لإفشال حوار المتحاورين , أم أن قراركم يملؤه الحقد ‏والكراهية لأبناء هذه المدينة الطاهرة فتريدون تمريغ أهلها في عذاب وجحيم وعقاب جماعي هم في ‏غنى عنه.‏

أم أن قراركم لاعلاقة له بالسياسة ولكنها التجارة والاستثمار للمنصب ( وشيلني باشيلك).‏

إن قراركم يجب ان تحاسبوا عليه وكان الأولى بكم مراجعة ملفات فساد مناقصات الطاقة فيما ‏مضى في سالف العهد وان يقدم للمحاكمة العلنية بتهمة الخيانة العظمى كل من اسهم بمرور مناقصات ‏لصفقات صيانة واصلاح لمولدات محطات كهربائية انهارت بعد مرور سنوات قليلة على انطلاق ‏خدماتها.‏

اليوم لن تكونوا معذورين أمامنا ونحن نراكم تماطلون في خدماتنا لمصالح ومنافع دنيوية.‏

سنقاضيكم في الدنيا والآخرة ولن يهدأ لنا بال إلا حين نراكم وقد انجزتم لهذا الشعب شيئا من ‏الواجبات عليكم تجاهه أما اذا أصريتم على عنادكم فسنرفع أولا أيدينا إلى السماء لندعوا عليكم كما ‏دعونا على أسلافكم من قبل ولن يرد الله دعوة مظلوم لجأ اليه ثم سنرفع أصواتنا عالية في وجوهكم ( ‏ارحلوا ).‏

فيا محمد باسندوة اتقي الله ويا مدير المناقصات اتقي الله ويا مديرمجلس الطاقة اتقي الله ويا سميع ‏الكهرباء اتقي الله ( فعدن وأهلها لايحتاجون منكم كل هذا الجفاء ).‏

إنني أحذر من ثورة عارمة للفئة الصامتة في عدن والتي لاتعنيها أمور السياسة وهي الفئة الأوسع ‏‏( ولا يعنيها لا الحوار ولا الحراك ) ولكنها معنية بخدمات تتوفر ووضع آمن ومستقر , وهي التي ‏ستنفجر غضبا عند المساس بخدماتها لأنها تعتبر خدماتها حياة أو موت وعندها لن يكون أمامها مانع ‏أن تتحالف مع أي حركة أو اتجاه يسير بها أو يسيرها ( وان يكتوي بذلك التحرك إلا الوطن والمواطن ‏نفسه ) وسيكون المستفيد هم وحدهم العابثون بأمن واستقرار وخيرات البلد.‏