تحاول جماعة الحوثي اشعال نار الفتنة بين اليمن والسعودية بالترويج لوجود مواجهات على الحدود اليمنية السعودية للوصول إلى تفجير الأوضاع هناك .
والهدف من ذلك هو ادخال البلدين في فتنة وعداء بدق إسفين العداوة والبغضاء بينهما حتى يسهل لها التحرك في المناطق الحدودية بكل أريحية وهي تريد كذلك كسب تأييد اليمنيين حيث يظهرون أنفسهم وكأنهم حماة للأرض اليمنية فينخرط الشباب معهم وفي صفوفهم فالحوثيين وبإيعاز من إيران لا يريدون علاقات طيبة بين البلدين لأنهم لا يستطيعون العيش إلا في الماء العكر كما قد يكون هدفهم اشغال العالم بفتح جبهة جديدة من الصراع لتخفيف الضغط على النظام السوري الذي يوشك على السقوط ، كما أنهم يرون أن بث الفوضى في هذه المناطق سيمكنهم من تكوين دولتهم التي يحلمون بها عبر التعاون مع الإسماعيلية الذين يعيشون في الجانب السعودي لوجود تقارب عقائدي بينهم .
كما قد يكون من أهدافه ابتزاز السعودية والحصول منها على أموال بحجة حماية الحدود كما فعل حليفه المخلوع من قبل ، وهاهي بعض الأخبار تفيد عن لقاء بين الحوثي ومسئولين سعوديين تعهد فيها بحماية الحدود مقابل بعض الأموال كما نقل ذلك عبر بعض الصحف والمواقع وهذا يدل على التناقض واللعب على الحبال المختلفة كما فعل أساتذته في إيران والعراق عندما يعلنوا عداءهم لأمريكا ثم ينسقون ويتعاونون معها كما ثبت وجود تواصل بينهم وبين الأمريكان رغم الشعارات التي يطلقها للتغرير على أتباعه .
إن الآثار والأضرار التي سيعود بها إثارة مثل هذه الإشكاليات سيكون كبيراً على البلدين فالمملكة ستكون حدودها الجنوبية الممتدة مع اليمن في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار ، واما اليمن فستجني الفوضى في حدودها وكذا سيتضرر حو إلى مليوني يمني يعملون في السعودية ويعيلون أسرهم التي تقدر بأضعاف هذا العدد .
كما ستقوى فرص القوى الداخلية المعادية للدولة اليمنية كالانفصاليين والقاعدة والحوثيين وبقايا النظام السابق وغيرهم وسنصبح لقمة سائغة لقوى خارجية تتربص بنا سواءً وعلى رأس هؤلاء إيران حيث ستتحرك كما تشاء للسيطرة وتعميق الانقسام بين الجارتين الشقيقتين ... ناهيك عما ستجنيه المواجهات من مصائب على المواطنين القاطنين في جانبي الحدود.
أعلم أن هناك من الشباب من يتحمس لهكذا نزاع مدعياً أنها فرصة لإرجاع الحقوق خاصة أولئك الذين عانوا من مظالم ولكننا نقول لهم حكموا عقولكم واتركوا العنتريات الزائفة ولا تنسوا تلك المعاناة التي عاناها اليمنيون بعد خروجهم من السعودية في أوائل التسعينات عند دخول صدام إلى الكويت والتي لا زالت آثارها إلى يومنا هذا فالحروب والنزاعات لا تأتي بخير والوضع الداخلي بأي حال من الأحوال لا يسمح بأي نزاعات خارجية .
لذا فإننا نهيب بقيادة البلدين معالجة مثل هذه الاشكاليات في مهدها ومنع كل من يحاول العبث بالعلاقات بينهما ، وكذا نطالب من الرئيس والحكومة اليمنية بذل جهودهم للتنسيق واقناع الأشقاء في السعودية بتحسين ظروف اليمنيين العاملين هناك لأنهم سيستخدمون كذريعة وسبب وربما وقود لاشعال الموقف والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها .