عن الموقف المخزي للسلطة اليمنية من الثورة السورية

منذ اندلاع الثورة السورية كان موقف الرسمي اليمني وما يزال متخاذلا ويتناقض بشكل كامل مع ‏التفاعل الشعبي والنخبوي مع الثورة السورية حيث أظهرت هذه السلطة البائسة اليمن في موقف ‏المتخاذل من الثورة السورية والمتواطئ مع نظام بشار الأسد الذي يقتل شعبه وبالأسلحة المتطورة ‏وأمام مرأى العالم أجمع.‏

ولعل تصريحات وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي والمحسوب على بقايا نظام صالح والذي ‏أكد فيها مؤخرا أن «إن مسألة تسليم الائتلاف الوطني السوري المعارض السفارة السورية في اليمن ‏أمر غير قابل للنقاش" هو خير دليل على هذا الموقف المتخاذل .‏

من وجهة نظري فإن هذا الموقف الرسمي المخزي من الثورة السورية لا يعد فشلا للدبلوماسية ‏اليمنية فحسب بل هو فشلا للسلطة وللمعارضة اليمنية أيضا ممثلة باللقاء المشترك والذي أرتكب ‏الرئيس الحالي له المدعو " محمد الزبيري " فضيحة مخزية حين قام بزيارة دمشق والتقى بالمجرم بشار ‏الأسد وعرض عليه الدعم بالرجال هناك من خبرة الزبيري من الحوثيين من يقاتل في صفوف ‏الشبيحة واكتفت بعض مكونات اللقاء المشترك بالقول بأن هذا موقف شخصي ولا يعبر عن الموقف ‏الرسمي للمشترك بينما كنا ننتظر منهم موقفا أكثر حزما وجدية من هذ.!!‏

كما أن الموقف الرسمي اليمني من الثورة السورية يعد فشلا أيضا للمكونات الشبابية الثورية ‏والتي فشلت في الضغط على الحكومة اليمنية في طرد سفير نظام بشار الأسد كموقف تضامني مع ‏الثورة السورية على غرار الموقف القطري المتقدم من الثورة السورية والمتناغم مع موقف شعبها.‏

إن تعلل وزير الخارجية بموقف الجامعة العربية لا يعدو كونه مغالطة فالجامعة العربية في القمة ‏العربية الأخيرة بقطر شهدت جلوس رئيس الائتلاف الوطني السوري الأستاذ أحمد معاذ الخطيب ‏لمقعد سوريا بالجامعة العربية وباركت هذه الخطوة .‏

هناك ضغوط يمارسها مسئولون وتمارسها شخصيات محسوبة على جماعة الحوثي المتمردة على ‏الحكومة اليمنية لعرقلة إغلاق السفارة السورية وتسليمها للمعارضة وإبقاء السفارة الإيرانية بصنعاء ‏ولكن يجب على الحكومة أن ترفض هذه الضغوط وتتصرف بما يمليه عليها الواجب الوطني والديني ‏والإنساني .‏

إن بقاء السفارة الإيرانية بصنعاء رغم المواقف العدائية لإيران تجاه اليمن وتدخلها السافر في ‏الشأن اليمني هو فضيحة للسلطة اليمنية بكل المقاييس والمعايير فهذه السفارة الإيرانية تحولت لوكر ‏تخريبي وتعمل ليل نهار ضد مصلحة الوطنية اليمنية ورغم أن إغلاقها مطلب شعبي جارف كنوع من ‏الرد على التدخلات الإيرانية السافرة في الشأن اليمني والتي وصلت لحد إرسال شحنات عديدة من ‏الأسلحة المتطورة ومصانع الأسلحة لجماعة الحوثي ومليشياتها المسلحة إضافة إلى دعم جماعة ‏الحوثي بالمليارات كي تنفذ أجندتها التخريبية في اليمن .‏

إن سلطات بلادنا تناقض تصريحاتها الرسمية والتي تشكو مرارا من التدخلات الإيرانية والتي ‏وصلت لحد تحذير الرئيس هادي لإيران من التدخل في الشأن اليمني وفي الوقت نفسه لا نرى ترجمة ‏فعلية لهذه التصريحات على أرض الواقع.!!!‏

اللهم إنا نبرأ إليك من هذا التخاذل الذي يبديه البعض منا تجاه إخواننا الذين يقتلون وبأحدث ‏الأسلحة أمام مرأى ومسمع العالم .‏

اللهم أحقن دماء المسلمين في سوريا وفي كل مكان وعجل بنصرك وفرجك وأحشر كل من ناصر ‏ودعم بشار الأسد من أمثال أبو بكر القربي ومحمد الزبيري معه وفي زمرته .‏