
ما نشاهده في الواقع العملي من إجراءات امنية وما يشوبها من ضعف وقصور ليدلل لنا أن المجتمع قد تخلى عن دوره في تحقيق الأمن تاركا مسالة ذلك لتوجهات القيادات الأمنية والسياسية في البلاد، وهو مايقودنا إلى كارثة امنيه مستقبلية يمكن أن قدر لها الحدوث أن تجرف الأخضر واليابس، وان تصيب بلواها الكبير والصغير والقوي والضعيف والسهل والمستعص...
وهو مايجدر بنا أن نتمسك كأفراد في المجتمع بحقنا الشرعي المتمثل في المساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار دون أن نترك ذلك لرحمة القيادات الأمنية والسياسية، فالأمن حق لنا وواجب علينا تحقيقه، ولنجعله مسؤولية جماعية أولا ثم توجه قيادي ثانيا فمتى توفر الأول يمكننا الحصول عليه في حالة انعدام الأخر، ولكن لو جعلناه توجها قياديا ثم مسؤولية جماعية فهو ومما لاشك فيه سنقع ضحية وتحت رحمة تلك القيادات التي قد تكون هي نفسها ضحية الجهل والتعصب والولاء الأخرم.
ومما يجب علينا القيام به في سبيل تحقيق ذلك أن نقوم أولا بمعرفة مكانتنا الاجتماعية بعيدا عن المفهوم السلبي القائم على مرتكز أنا من أنا أو أنا مواطن وهذا مسؤول أو شيخ، لا كلنا مواطنون وكلنا سواسية وما صعد هؤلاء إلا على أكتافنا، فعيشنا في مجتمع معين لم يكن مجرد صدفة بل هو اختيار لنا قبلنا العيش فيه لنأخذ ونعطي ونبني ونستفيد، لا لنغرم فقط، فنحن تنازلنا عن جزء من أموالنا وحرياتنا للدولة وللنظام الاجتماعي مقابل أن نحصل على حقوقنا كاملة مادية ومدنية ومعنوية، لا لنصبح رعية، ولا لنخسر أرواحنا وأرواح أولادنا وأقاربنا، فميزانية الدولة والتي يطعم منها هذا المسؤول والشيخ هي من عرق جبيننا. فأهم مصدر لها هي الضرائب والجمارك والرسوم ومن يدفع ذلك، أوليس نحن من ندفعها التاجر يشتري والمورد يورد السلعة واذا أخذت عليه جمارك تضاف إلى قيمتها وهكذا حتى تصل إلينا المستهلك الأخير فندفع كل ما خسروا..
ولذلك يجب أن نقف بحزم للحصول على حقوقنا وللدفاع عن كراماتنا وأموالنا ومصالحنا، وفي حال عجز الدولة عن تقديم خدماتها لنا يجب أن نتكاتف أولا لنيلها ولنطرق كل السبل القانونية من الجهات الرقابية إلى القضائية إلى تشكيل منظمات مجتمع مدني لمواجهة ذلك، مع العلم أن ممثلي الدولة هم من أواسطنا فاذا قصروا فلننبذ المقصر والمفسد ونمقته ولو كان اقرب الناس إلينا، لان حجم الفائدة التي قد نحصل عليها الأن فإنها ستكون تمهيدا لخسارة مضاعفة في المستقبل، أما في حال وقوفنا أمام كل تلك الحوادث دفاعا عن حقوقنا فان الربح المستقبلي سيكون حتما مضاعفا.
والله ولي التوفيق،،،
*الأمن مسؤولية جماعية وتوجه قيادي




