الأمن مسؤولية جماعية وتوجه قيادي

 ‏محمد عبد الله المقري

ما نشاهده في الواقع العملي من إجراءات امنية وما يشوبها من ضعف وقصور ليدلل لنا أن ‏المجتمع ‏قد تخلى عن دوره في تحقيق الأمن تاركا مسالة ذلك لتوجهات القيادات الأمنية ‏والسياسية في البلاد، ‏وهو مايقودنا إلى كارثة امنيه مستقبلية يمكن أن قدر لها الحدوث ‏أن تجرف الأخضر واليابس، وان ‏تصيب بلواها الكبير والصغير والقوي والضعيف والسهل ‏والمستعص...‏

‏ وهو مايجدر بنا أن نتمسك كأفراد في المجتمع بحقنا الشرعي المتمثل في ‏المساهمة في تحقيق ‏الأمن والاستقرار دون أن نترك ذلك لرحمة القيادات الأمنية والسياسية، ‏فالأمن حق لنا وواجب علينا ‏تحقيقه، ولنجعله مسؤولية جماعية أولا ثم توجه قيادي ثانيا ‏فمتى توفر الأول يمكننا الحصول عليه في ‏حالة انعدام الأخر، ولكن لو جعلناه توجها ‏قياديا ثم مسؤولية جماعية فهو ومما لاشك فيه سنقع ضحية ‏وتحت رحمة تلك القيادات التي ‏قد تكون هي نفسها ضحية الجهل والتعصب والولاء الأخرم‎.‎

‎‏ ‏

ومما يجب علينا القيام به في سبيل تحقيق ذلك أن نقوم أولا بمعرفة مكانتنا الاجتماعية ‏بعيدا عن ‏المفهوم السلبي القائم على مرتكز أنا من أنا أو أنا مواطن وهذا مسؤول أو شيخ، لا ‏كلنا مواطنون وكلنا ‏سواسية وما صعد هؤلاء إلا على أكتافنا، فعيشنا في مجتمع معين ‏لم يكن مجرد صدفة بل هو اختيار ‏لنا قبلنا العيش فيه لنأخذ ونعطي ونبني ونستفيد، لا ‏لنغرم فقط، فنحن تنازلنا عن جزء من أموالنا ‏وحرياتنا للدولة وللنظام الاجتماعي مقابل أن ‏نحصل على حقوقنا كاملة مادية ومدنية ومعنوية، لا ‏لنصبح رعية، ولا لنخسر ‏أرواحنا وأرواح أولادنا وأقاربنا، فميزانية الدولة والتي يطعم منها هذا ‏المسؤول والشيخ هي من ‏عرق جبيننا. فأهم مصدر لها هي الضرائب والجمارك والرسوم ومن يدفع ‏ذلك، أوليس نحن من ‏ندفعها التاجر يشتري والمورد يورد السلعة واذا أخذت عليه جمارك تضاف إلى ‏قيمتها ‏وهكذا حتى تصل إلينا المستهلك الأخير فندفع كل ما خسروا..‏

‏ ولذلك يجب أن نقف بحزم ‏للحصول على حقوقنا وللدفاع عن كراماتنا وأموالنا ومصالحنا، وفي ‏حال عجز الدولة عن ‏تقديم خدماتها لنا يجب أن نتكاتف أولا لنيلها ولنطرق كل السبل القانونية من ‏الجهات ‏الرقابية إلى القضائية إلى تشكيل منظمات مجتمع مدني لمواجهة ذلك، مع العلم أن ممثلي ‏‏الدولة هم من أواسطنا فاذا قصروا فلننبذ المقصر والمفسد ونمقته ولو كان اقرب الناس إلينا، ‏لان حجم ‏الفائدة التي قد نحصل عليها الأن فإنها ستكون تمهيدا لخسارة مضاعفة في ‏المستقبل، أما في حال ‏وقوفنا أمام كل تلك الحوادث دفاعا عن حقوقنا فان الربح المستقبلي ‏سيكون حتما مضاعفا‎.‎

والله ولي التوفيق،،،‏

*الأمن مسؤولية جماعية وتوجه قيادي