
كثيرا ما يقال أن الصحافة هي السلطة الرابعة في مجتمعات تنتهج الديمقراطية والتعددية السياسية ،فالصحافة تجسد حرية الرأي ،وتمارس دورا رقابيا على جميع السلطات الثلاث وفقاً للنظام والقانون ،كذلك تسعى إلى توعية المجتمع ونقد السلبيات نقداً بناءً والإشادة بكل ايجابي وتعريف المجتمع بكل مستجدات الحياة العامة ،فالصحافة فن وذوق ومسؤولية .
أنا كقارئ ومتلقي أجزم أن معظم الصحافة اليمنية تسعى فقط إلى، الإفراط في التشهير والانتقام أو التهكم والسخرية نحو الآخر ،وهذا يرجع إلى دوافع سياسية أو حزبية أو شخصية .كما دأبت إلى بث وترويج الأخبار التي تنخر وتطعن في جسد هذا الوطن و مصلحته العليا ،فغالبا نجدها تتعدى حدود القانون الصحفي وميثاق الشرف،لقد تجرد معظم الصحفيين عن الوطنية ورموا بها خلف الحائط ،لقد اختاروا المصلحة الشخصية الآنيّة، واتباع الأفراد ، وقذفوا بالوطنية والإنسانية خلف ظهورهم ،لقد وجدت ان عدد الصحف في اليمن أكثر بكثير من عدد الصحفيين ،ومن المعيب أن من كتب مقالا أو نشر خبرا يدّعي أنه صحفي ،والعيب الأكبر أنك تجد عددا من المواقع والصحف الإخبارية تتناقل الخبر ،أو الموضوع الصحفي بطريقة (نسخ لصق)، (إرسل لي وارسل لك )، وما يؤلمنا أننا نجد أن معظم المواقع الإخبارية والصحفية والصحف الورقية ،قد صارت وسيلة للدعاية والإعلانات التجارية. وكأنها تقحم المتلقي على قراءة الإعلانات،لا الاستفادة والإطلاع على ما يدور فمن حوله في هذا العالم .
لقد صار المواطن اليمني يعيش حالة من الضيق والألم والذعر النفسي وهاجس الخوف والرعب الداخلي ،جرّاء ما تنشره الصحافة والإعلام اللاضمير يين .حتى المغترب اليمني لم يسلم من هذا فتجد هذه الهواجس تلاحقه، وتجعل حياته يحيطها ويكتنفها القلق والألم على هذا الوطن مما يجعله يفكر كيفية التخلص من هذا الوطن المؤلم في الصحافة فقط .
يقول أحد الكتاب اليمنيين في حديثة عن الصحافة اليمنية :
"لقد أصبحت كل صحيفة تسعى إلى كل سبق صحفي وليس إلى كل صدق صحفي وإن كان ذلك السبق يفتقر إلى المصداقية، والدقة، وتميل إلى التهويش والتهويل والمبالغة".
كتابتي ليست من باب التشهير ،والنقد الهدّام ،بل من أجل التصحيح ،وإعادة النظر،من قيبل النقد البنّاء ،لأننا نطمح إلى صحافة متميزة تشاركنا البناء والتنمية ،وترسم مستقبل الوطن ،وتفضح الفساد والمفسدين ،وتمجد الجميل،تساعد على نشر التسامح والتصالح ،بما يحقق تطلعات الوطن ،
ثمة البعض من الصحفيين الذين جسدوا مواقفا بطولية رائعة ووطنية في تصديهم للفساد الأخلاقي والمادي والسياسي والاجتماعي، ودفعوا ثمن هذا العمل وهذه أرواحهم وأموالهم ،وتعرضوا للتشهير والمحاكمة والإقصاء ،مثل هؤلاء لهم منا تحية وطنية باتساع رقعة الوطن الحبيب .
على الصحفيين أن يحترموا مهنتهم وعملهم ،وأن يحترموا المتلقي والوطن ،وأن ينأوا بخلافاتهم ولهثهم وراء الشهرة والمال عن الوطن وأهله .وأقول لهم :الحصول على جائزة عالمية ليس من خلا التشهير والتحوير والتشويه والتصحيف والترهيب والتخوين والتعنيف . وإلحاق الضرر بالآخر .
شكرا لأنكم تتحاورون.




