الدولة الحصصية

من المصطلحات الطارئة على ألسنة النخبة السياسية المتحكمة مصطلح (تقاسم السلطة والثروة)'الذي يرددونه كالببغاوات. وهو مصطلح غريب'عجيب'ومخيف. ذلك أن الأصل أن يتحدث الناس عن المشاركة السياسية وعن العدالة في توزيع الثروة'وفق مبادئ المواطنة والمساواة وتكافؤ الفرص.

في حين أن الحديث عن (التقاسم)لا يحيل الا إلى عصابات وقوى هيمنة ونفوذ 'تتقاسم خيرات الوطن حصصا تتحدد مقاديرها تبعا لمستوى قوة ونفوذ كل جماعة/عصابة على حدة. وليس من شأن ذلك أن يؤدي إلى بناء دولة المواطنة' دولة القانون.

بله سيقود 'حتما' إلى بناء'او تكريس' دولة حصصية' تقوم على أساس من تقاسم خيرات الأرض بين مجموعة كارتيلات (تشبه تكتلات عصابات المخدرات) على أساس القوة والنفوذ' في دولة'ريعية'تعتمد على السلاح وعلى الحظ والحظوة وحسن الطالع والفهلوة والشطارة وبيع الولاء ودعاء الوالدين...ولامكان فيها للإرتقاء من خلال العمل الدؤوب والجهد المثابر في نطاق عملية إنتاج متكاملة.

أنه خطاب يغيب المواطن/الفرد بما هو لبنة بناء (الدولة المدنية )لصالح جماعات مافوية'جهوية'بمقدار مايغيب نمط الاقتصاد الإنتاجي لمصلحة نمط من الإقتصاد هو 'بالمعنى المجازي 'أقرب إلى إقتصاد الغاب.