
اليوم يتساءل الفلسطينيون عن برامج التهويد وعن المؤامرة على الأقصى بعد الخليل وتدمير القرى في الأغوار والحاسر على الشعب الفلسطيني والصمت العربي والتجاهل لأن هذا الأمر لا يهم القائمون على الأوضاع وعلى الساسة والإعلاميين العرب، فالعرب مشغولون بالقتل وشفك الدمار في العراق والمجازر والتطهير العربي أشد مما تفعله إسرائيل نفسها، وما يجري في سوريا ومراهنة العرب على ضربة أمريكية وكأن أمريكا وأوروبا جمعية خيرية..
وها هي أمريكا وأوروبا تغازلان إيران وظهرت اللعبة الخفية على السطح، والعرب لا يتعلمون جميعاً، وأما الشعوب فهي مخدرة ومغيَّبة تماماً من الإعلام العربي الذي وصل إلى مستوى العداء للعرب ودينهم وهويتهم وتاريخهم، وإسرائيل اليوم تهجر ولا تحتاج إلى تعب، فالعرب يقومون بالواجب والكل ينتظر أن يقوم الكنيست بحفل تكريم وتوزيع أوسمة تقدير للقادة العرب وللجامعة العربية وللإعلام العربي ورجال الأحزاب، وشكر وتقدير لأنهم وفروا على إسرائيل شراء الأسلحة ووفروا لها الميزانية وجعلوها في راحة وأظهروا أمام العالم أنها دولة حضارية أمام همج متوحشين ديكتاتوريين، دولة تقتل شعبها بالكيماوي..
وفي ليبيا يفجرون الوزارات، وفي تونس صراع بين بقايا بن علي، وضرب النهضة وصراع هوية، تونس بين ليبرالية فرنسية وهوية إسلامية، إما سلمية أو جماعات سلفية متطرفة والسلفية منها براء، والسودان مشغول بكردفان وأبيي وكانوا يظنون أن الانفصال حل وهي المشاكل من الجنوب في كردفان ودعم الجماعات المتطرفة والقادم أخطر، وليت أهل اليمن يتعلمون الدرس السوداني وقضية الانفصال وما وراءها والمذابح البشعة البربرية من التتار والقرامطة الجدد والكل يتفرج كأنه فيلم بالتليفزيون فلارحمة ولا إنسانية ولا قلوب.
غزة تحاصر من العرب والغرب اليوم يدافع عن غزة ومأساتها وليس العرب، العرب نسوا الأقصى تماماً وتنازلوا لأن القيادات العربية مشغولة اليوم بضرب بعضها، فالجيش المصري مشغول بضرب الحدود وضرب كرداسة، والإرهابيون في سيناء مشغولون بقتل أبرياء من الجيش والأمن، وحزب التجمع مشغول اليوم بطلب حظر حزب وجماعة يكرهها لهويتها لأن هؤلاء الشيوعيين ظهروا ودبت فيهم الروح بفضل مرسي وأصحابه الذين رضوا بأن يكونوا محللين لنظام قمعي فاسد لسنوات وأعادوا بأجمل ديكور ومكياج ببركة حب السلطة، إذ أنه كان يجب ألا يقبل المشاركة في هذه التركة الفاسدة..
والإعلام العربي يبث الكراهية والحقد والصراع وجر الأمة للصراع والحرب الأهلية، ونحن قادمون على الأسوأ، والشعوب تصفق لجلاديها ويغريها الإعلام، الوضع نراه في المحاورين في التليفزيون ولغة الكراهية وفرصة للحرب على الأمة وتاريخها وعدم وجود عقلاء، لا يوجد رجال ولا عقلاء في الأمة، والجامعة العربية تم دفنها بلا صلاة جنازة، دفنت ليلاً وانتهت فهي غائبة فلم تصدر حتى بيان هزيل كعادتها حول الأقصى وفلسطين ومأساة شعبها والحصار.




