ثلاثيات شاهد على القصر

ليتَ شعري أيها الشادي الفصيحْ

هل يداوي شدوُنا الشعبَ الجريحْ ؟!‏

أو يفكُّ القيدَ عن ليثٍ غدا

رابضاً في خيمةِ الموتِ المريحْ ؟!‏

أيعيدُ الروحَ للحلمِ الذي

حنَّطتهُ الريحُ ظلماً في الضريحْ ؟!‏

‏***‏

مَن أضاعَ الفجرَ يا وهمَ الخطوبْ

وكسا أنوارَهُ ثوبَ الغروبْ ؟!‏

كيفَ أمسى مثلَ أحلامِ الكرى

والمنى كالشمعِ أحزاناً تذوبْ؟!‏

عجباً هل كانَ فجراً صادقاً

فتلاشى .. أمْ هو الفجرُ الكذوبْ ؟!‏

‏***‏

يا صديقي لاحَ فجري صادقا

وبأهدافٍ عظامٍ ناطقا

أبهرَ الدنيا شبابُ صادقُ

فيهِ بانَ الفجرُ يخطو واثقا

ثائرٌ بالحُبِّ والسِّلمِ الذي

مِن سناهُ الظلمُ أضحى زاهقا

‏***‏

سُحبُ الدخانِ لم تحجبْ سناهْ

ورصاصُ البغي ما هدتْ قواهْ

إنَّما هدَّتْ قوى الطاغي وما

حقَّقَ العدوانُ للطاغي مُناهْ

زُلزلتْ أركانُ عرشٍ ظالمٍ

وعَنَتْ للحقِّ في الفجرِ الجباهْ

‏***‏

إستعدنا عزَّنَا يومَ الكرامةْ

بالدما.. قامتْ على الطاغي القيامةْ

نُثِرَتْ حبَّاتُ عقدٍ ظالمٍ

بينَ رملٍ هكذا أمسى نظامهْ

باتَ يرجو الغوثَ مِن أسيادِهِ

فأغاثوهُ بعشاقِ الزعامةْ

‏***‏

فابتدا.. يبني نظاما من جديد

ويذيق الثائر البأس الشديد

يشترى بالمال أتباعا له

ويولي كل شيطان مريد

ورؤس القوم تسعى خلفه

لاتفاق .. وهو يسعى للمزيد

‏***‏

وقَّعوا صُلحاً موشَّى بالحَصَانةْ

فأضاعَ الحقَّ أربابُ ال ..‏

قلتُ والتغييرُ؟ .. قالوا: قادمٌ

فاعتلَى (هادي) بموروثٍ حِصَانَةْ

وابتدا.. الماضي بآتي جولةً

همّهمْ أنْ يُشبعوا جوعَ الخِزانةْ

‏***‏

يا صديقي لا تسلْ كيفَ اختفى

فجرُنا المسلوبُ إنْ حُرٌّ غفا

أطفأ الإصباحَ في ساحاتنا

مَن عنِ السفَّاحِ قانوناً عفا

نصفُ وجهِ الليلِ وارَى فجرَنا

ثائراً .. في شِدقِهِ قيلَ اختفى

‏***‏

قل لمن أرخى على الضوءِ الحجابْ

فجرُنا يرقبُكمْ فوقَ السحابْ

وأسودُ القومِ في ساحاتنا

حطَّموا الأغلالَ فارتاعَ الذئابْ

فارجِعوا عن غيِّكمْ أو فارحلوا

واحذروا يوماً شبابَّي الحسابْ

‏***‏

قد سقينا أرضَنا ماءَ الشغافْ

وابتدأنا العدَّ للسبعِ العجافْ

وسنرعى الغرسَ في أحداقنا

فلنا الغرسُ وللشعبِ القطافْ

فجرُنا مهما غفا لنْ ينطفي

وأنا ماضٍ لإتمامِ المطافْ

ياسين عبدالعزيز

‏16/1/2012م