كُنّا في منتدى أم كلثوم قبل أيام. مجموعة ملائكة في صورة بشر يلتقون منذ سنوات طويلة كي يستمعوا ويستمتعوا بغناء كوكب الشرق. وفي ذروة الطرب وكُنّا نستمع إلى الأطلال اتصل بي أحدهم فجأةً متسائلاً باهتمام: أنت في أبين يا أستاذ؟ واستغربت من تساؤله.. وقبل أن أجيبه أضاف بحرقة : ذهبت تتوسط لإيقاف الحرب؟ لو كنت أخذتني حتى مِرافق حماية يا أستاذ.. حمااااية! ومَطَّ الكلمة الأخيرة وضغط على حروفها مؤكّدا كلامه.
وتحوّل استغرابي إلى ما يشبه الصدمة! ومرّةً أخرى لمْ يَدَعْ لي مجالاً للردِّ عندما سألني مُحتدّاً : من شلّيت معك؟! ووجدتُ نفسي أقول له وبسرعة : أم كلثوم! – مَنْ؟ تساءلَ صاحبي بصوتٍ ملدوغ حتى أضحكني.. أضفتُ: أم كلثوم وعبدالوهاب وفريد والحارثي في الطريق! –كيف كيف؟؟.. تسائلَ والقاتُ يمضغُ حروفَهُ وعقلَه!
قلتُ له : يا عزيزي أنا في صنعاء في منتدى أم كلثوم ولم أذهب أبداً إلى أي مكان منذ سنتين على الأقل.
ارتفع صوته : علي البخيتي وعبدالرحمن العابد وأروى عثمان ووو..الخ ومواقع وصحف يشنّون حملة عليك!. قلتُ: يا لأصدقائي الطيبين! وضحكتُ قبل أن يصرخ في الهاتف: أيّن طيّبين يا أستاااذ! رُدَّ عليهم ، إنه مطبخ واحد.. قتلوا الجيش ويقتلونه كل يوم منذ عشر سنوات بالتوازي مع القاعدة واليوم يظهرون بوجوه جديدة. أجبتُهُ : ولماذا أرد؟ هل أقول أنني كنتُ في صحبة أم كلثوم وعبدالوهاب في أبين للوساطة! وارتفع صوتي بالضحك قبل أن أسمعَ صوته حانقاً مُودِّعاً.
لكنني توقّفتُ عن الضحك.. وتساءلتُ من هم هؤلاء؟ ولماذا يَكْذِبُون؟ ومن وراءهم.. حتى أنهم اخترعوا حكاية هيئة النصح أولاً ، ثم الوساطة في أبين ثانياً كذباً وزوراً!
يَكْذِبون ويَكْذِبون وسط هذا الظلام اللعين! هذا جوّهم! لكن الشعب يعرفهم والجيش يعرفهم! حتى الأقنعة مهترئة والوجوه كالحةٌ ظاهرة!