
ما يجري في اليمن يقود إلى إخراج هذا البلد من هويته العربية وإلى القضاء على ثقافته وفكره وعقيدته وإعادة صياغتها لصالح إيران تنفيذا لأطماع هذه الدولة التي أصبحت ذات أهداف فكرية وسلطوية وهيمنة في المنقطة، وهذا لا يمكن أن يتم دون تعاون وجهد داخلي وتواطؤ مثير، فقد حصلت حرب مفاجئة للبعض ممن لم يتابعوا ما جرى وما حصل من سابق منذ أربعين سنة وتكملة لحرب الأربعينات عندما غزت المليشيات الشيعية مناطق تعز وإب والحديدة واستباحت أموال وأعراض ودماء المسلمين في تلك المناطق تحت مسمى أنها اراضي غير إسلامية وفرضت المذهب بالقوة والإتاوات والجزية واستباحت الأراضي والخيرات، هذا يعترف به هؤلاء حتى في كتبهم وزرعوا هذه الثقافة والعقيدة في اتباع المذهب.
واليوم وبعد أن تم إعداد هؤلاء سنوات على نار هادئة، وقامت الثورة التي تم إعدادها وتجهيزها لإعطاء شرعية لهؤلاء. وكانت الجريمة بحق التاريخ إشراك هؤلاء في تلك الثورة وإعطائهم الشرعية لأن الأحزاب التي أرادات أن تصل إلى السلطة لم يهمهما شيء سوى ذلك، ولو كان على حساب الدين والوطن، وكانت الجريمة الثانية إشراك هؤلاء في قيادة ما سمي بالمشترك الذي هو تحالف يخالف ديننا وعقيدتنا ووطنيتنا، فكيف يتم التحالف مع جهات ترفض دستور البلاد الإسلام وتتناقض مع جماعات تقدم الإسلام بطريقتها ليخدم أهدافها العنصرية والكهنوتية والقمع والإرهاب وتاريخها يشهد بذلك وما جرى منها في العراق وسوريا دليل على ذلك.
وبعد اختيار الرئيس الجديد تفاءل الناس كثيرا ولكن صدموا به وبوزير دفاعه عندما بدأوا يسلمون البلاد لهؤلاء لأهداف اختلف الناس في تحديدها، هل لأسباب مادية أو لتصفية حسابات وانتقام وتم تحديد الأهداف لهذه المهمة ولذا كان المخطط ينطلق من ثلاث محاور: فالمحور الأول تغير الجيش والأمن والقمع والإرهاب ضد الخصوم وكسر شوكة جميع القوى الأخرى، وكان ذلك بتشريد القوات المسلحة والأمن، وتم الاستفادة من الدولة كوزارة دفاع محمد ناصر والاستفادة من انتقام علي صالح وابنه وأهله وكل يريد أن يحقق هدف ولكن كان المستفيد هو إيران وأجندتها التي كانت لديها استراتيجية أبعد مما يتصوره عامل وسارت بسرعة فتواطأ الجميع من قيادة الدولة إلى حزب المؤتمر إلى هؤلاء الذين في المشترك. وكان حزب الإصلاح قد ضعف كثيرا وضاعت بوصلته ولم يرد قادته أن يفرطوا بمصالحهم مع الدولة ولم يقبلوا أي نصائح بخطورة الوضع وعدم إعطاء الوضع خطورة المستقبل، ولذا فوجئوا بضربات كبيرة من حلفائهم في المشترك واستمر الذل والهوان إلى أن وصلوا لحالة يرثى لها.
وكان الاستيلاء على الأمن والاستخبارات والانضمام للجيش أخطر ما في الأمر، وقوبل بصمت وللأسف إن المال والجاه قاسم مشترك للجميع من الدولة والأحزاب والقبائل والقيادات العسكرية والأمنية وهو ما كان ورقة رابحة لإيران ورجالاتها ونقطة ضعف خدمت المشروع الذي توسع ليصل إلى البحر الأحمر وكافة شئون البلاد، وهو ما يهدد استقرار وأمن المنطقة.
والمحور الثاني إزالة الهوية من خلال تدمير المساجد ومدارس تحفيظ القرآن والحرب على السنة ابتداء من دماج إلى المحافظات الأخرى وحرق المصاحف بحجة أنها وهابية والتمهيد لجعل الدين في اليمن بيد إيران وقم والنجف والضاحية، وبتواطؤ من الرئاسة والأحزاب، وما جرى من احتفالات المولد التي كانت مهزلة سخيفة بالأسلوب الذي تمت بالأوان وتغيير الفكر والعقيدة تحت هذا المسمى مع أن أعمال هؤلاء تتناقض مع المعاني والتي جاء بها نبي البشرية في رخصه للقتل والنهب والظلم والقهر الذي تمارسه العصابات المسلحة الإيرانية في اليمن والتي تخطط لغرض مذهب معين كما تعمل في العراق والسعي لتهجير السنة وقتلهم وإبادتهم وإذلالهم.
والمحور الثالث تفكيك الدولة من خلال اللجان الشعبية الإيرانية الإرهابية وإعطائها الشرعية من خلال تعيين قادتها والقبول بأعمالها والخضوع لها، وللأسف إنه لم تعد دولة في اليمن وإنما عصابات إرهابية تتحكم وتسيّر الوضع وبقية الدولة في طريقها للنهاية، ولم يعد سوى المقاومة الشعبية الفردية.
واليوم اليمن أمام ثلاث سيناريوهات، إما التقسيم دولة شيعية دولة شافعية ودولة جنوبية، اليمن على أبواب تقسيم كرسته الدولة الحالية بالإشتراك مع إيران، وهناك مطابخ سرية يتم الإعداد لها. أما الحرب الأهلية والمليشيات وتحكمها في البلاد وسيطرتها وبداية التهجير والتشرد وأشباح الموت مثل العراق.وإما تدخل دول المنطقة لإنقاذ البلاد بمبادرة مصالحة وطنية أهم بنودها خروج المليشيات وعودة الدولة وإنقاذها قبل زوالها.
ولا شك أن تفكيك اليمن لثلاث دول سيكون مشكلة للخلاف على حدود هذه الدول الثلاث للأسف وتقاسم النفوذ وهذا المخطط تفرضه المغامرة الإيرانية في اليمن من خلال خطتها لبسط نفوذها وتغيير ديمغرافية وعقيدة وهوية اليمن الذي عاش سنوات شعب واحدة. ويتحمل المسؤولية رئيس الجمهورية ومن معه في الذي حصل وهو الذي على أحسن الظنون فكك اليمن وأول رئيس يدمر استقلال البلاد.
والرئيس السابق وحزبه الذي أراد الانتقام والعودة للسلطة وضاعت اللعبة من يده وكانت النتيجة إحراق اليم فتحول إلى نيرون حارق روما.
والمشترك الذي يضم أحزاب اليسارية المتهالكة التي أرادت الانتقام لتيارات سابقة وعودة مجدها وحزب الإصلاح وحلفاؤه الذين انخدعوا بالغرب وابتساماتهم السامة وفرطوا بصمتهم ورفضهم النصائح وجعل السياسة منهجا بدلا من توعية الشباب والقبائل من خطر إيران التي بدأت بهم ولا زالوا إلى الآن لم يتعلموا الدرس وأعطوا شرعية لهؤلاء المجرمين والمحتل الإيراني من خلال تحالفهم والبذل في طلب الرأفة بهم واسترضاء هؤلاء، فيا سبحان الله، كل هؤلاء مسؤولين عن الدماء والدمار والأضرار وسيسألهم الله يوم القيام ولن يفلتوا من عقاب الله.
نسأل الله أن يكفي المسلمين شرهم وأن يرحم المسلمين المظلومين وأن ينتقم من جبابرة إيران وفراعنها، ومن ساعدهم، اللهم عدلك ورحمتك بالضعفاء.




