المملاح.. يعبثون بتاريخ عدن شخصياً
الكاتب نبيل سبيع ينبه لما تشهده عدن من أعمال بسط بما فيها المملاح ويقول إنهم يعبثون بتاريخ عدن شخصياً
يعدُّ المِمْلاح في عدن أول مشروع استثماري ليس فقط في اليمن بل في منطقة الجزيرة العربية والخليج كلها.
ولا عجب، فقد عرفت عدن أول مطار في الجزيرة والخليج أوائل القرن العشرين ثم أول إذاعة وأول سيرك وأول سينما والكثير من الأمور الكبيرة التي دخلت المنطقة لأول مرة ابتداء من عدن.
وقبل ذلك، كانت عدن قد تعرفت على أول مشروع استثماري في الجزيرة والخليج أواخر القرن التاسع عشر، وهو المشروع المتمثل في المِمْلاح الذي أُنشيء عام 1886 من قبل شركة الملح الإيطالية التي قامت بإنشاء الجهة الشرقية من المملاح، كما قامت ببناء طواحين الهواء والجسور والقنوات.
استمر المِمْلاح كمشروع استثماري ناجح وتوسع عدة مرات وأِنشئت فيه بعد ذلك عدة شركات، منها الشركة الهندية- العدنية للملح.
وقد ظل مشروعا استثمارياً ناجحاً ومفيداً لعدن وللبلد حتى وقتٍ قريب، حتى داهمت عدن جائحة العبث والفوضى والحرب.
اليوم لم يعد المِمْلاح مشروعاً استثمارياً ناجحاً ولا مشروعاً استثمارياً أصلاً، لقد أصبح فريسةً مباحة ومشاعة للبسط والنهب والعبث الذي لا يتوقف عند سقف ولا يقف أمامه رادع.
هذه الصورة ترصد فقط واحدة من عمليات البسط والبناء على أجزاء من المِمْلاح التي تمت وتتم منذ فترة.
ردموا حقلا من حقول المِمْلاح وبدأوا البناء عليه!
هكذا ببساطة!
إنهم يبسطون ويبنون حتى على المِمْلاح!
على أول مشروع استثماري في منطقة الجزيرة والخليج!
لكنهم لا يبسطون فقط على مشروع استثماري في عدن، بل يبسطون على جزء أساسي وكبير من تاريخ عدن.
إنهم لا يعبثون بمجرد مِمْلاح، بل بتاريخ عدن شخصياً.
- من صفحة الكاتب