كورونا والرعب الذي أصاب العالم
نورا الظفيري تكتب: كورونا والرعب الذي أصاب العالم
أصبح كورونا وانتشاره حديث وسائل الاعلام المختلفة، حيث لا يخلو أي وسيلة إعلامية من الحديث عن الفيروس وتطور انتشاره.
كورونا لم يشغل وسائل الاعلام فقط، وإنما الساسة كذلك فكل دولة قامت من جهتها بعمل الاحتياطات وحالة الاستنفار لمنع من انتشار الفيروس فيها.
ومن المعروف لدى الجميع أن كورونا فيروس انتشر في البداية في الصين من مدينة ووهان تحديداً الذي تم الاعلان في 23 ينايرالمضي من أغلاق المدينة كإجراءات وقائية لمنع من انتشار الفيروس ,ورغم ذلك الفيروس ينتشر يوما بعد يوم في الكثير من الدول .
الصين التي ظهرت في السنوات الاخيرة من أقوى الدول العالمية اقتصاديا تواجه تراجعاً في اقتصادها وخسائر في البورصة العالمية، حيث إعلان حالة الطوارئ في الصين بسبب الفيروس ووصف الرئيس الصيني حالة الطوارئ الصحية بأنها الأكبر في تاريخ البلاد الحديث ، كما وصفت الصحة العالمية كورونا بأنه فيروس تاجي حيث يعتبر سلالة جديدة من فيروسات التاجية .
وقد انتشر الفيروس كورونا بصورة كبيرة في أكثر من 26 دولة حول العالم، وهناك دول قامت بعمل اجراءات الاحترازية كمحاولة منها لمنع من انتشار الفيروس هناك دول قامت بأغلاق مدن فيها ,وهناك من قامت باحتجاز اجانب في ارضها واغلبهم بعثات دبلوماسية ,وهناك دول علقت الرحلات الجوية إليها ... الخ
ولكن المثير لدهشة هو ردة فعل بعض الحكومات العربية والاسلامية، نذكر في البداية إيران التي ظلت تنكر وجود فيروس كورونا فيها لفترة. لتعلن بعدها عن وجود حالات مصابة بالفيروس وكانت اكثر الحالات وأولها في مدينة قم. لنشاهد في شاشات التلفزة الحكومة الإيرانية تمنع صلاة الجمعة خوفاً منها من انتشار فيروس كورونا.
نأتي إلى أم الدنيا مصر التي بطبعها تنكر اي شيء يمس سمعتها. هنا نلاحظ أن هناك تكتما شديداً في الاعلان عن الحالات رغم أنباء هنا وهناك عن حالات، لكن الإنكار، من الطبيعي أن يكون دافعه الحفاظ على الاقتصاد والسياحة بالذات.
ننتقل إلى ردة فعل السلطات السعودية من فيروس كورونا، قامت السلطات السعودية بوقف مؤقت لتأشيرات العمرة لم يقف الاجراءات الاحترازية على ذلك فقط بل ومنعت المصلين من الصلاة والدخول إلى صحن الطواف، وقامت فرق التنظيف بتعقيم صحن الطواف منعاً من انتشار فيروس كورونا، كل هذا بسبب المرعب كورونا.
هنا ذهب تفكيري إلى المرات التي تم منع المسلمين من أداء الشعائر وأغلاق مكة في وجه قاصديها من عباد الله . حيث تشير مراجع أول حادث من هذا النوع عندما رأى الرسول عليه الصلاة والسلام في منامه أنه يدخل إلى مكة مع أصحابه، فجهز الرسول والصحابة للعمرة وعندما علمت قريش بذلك منعت الرسول والصحابة من العمرة ومنها جاءت صلح الحديبية الذي كان بين الرسول وقريش. أما الحادث الثاني في أيام خلافة الخليفة عبدالملك بن مروان والخلاف الذي كان بينه وبين عبدالله بن الزبير حيث أرسل الخليفة عبدالملك الحجاج بن يوسف لمنازلة الزبير في مكة وهذا الحادث أدى إلى حصار مكة وتهدم جزء من الكعبة ومنع الناس من أداء الشعائر، والثالث كان في عام 1979 م حيث أغلقت مكة خمسة أيام بسبب اقتحام جماعة مسلحة للكعبة تدعي بظهور المهدي المنتظر بقيادة جيهمان العتيبي .
وها نحن الآن أمام الحادث الرابع للأغلاق مكة المكرمة أمام قصديها من عباد الله ,وهذ المرة هي الاولى من نوعها يكون أغلاق مكة خوفاً من انتشار فيروس كورونا...على خلاف سابقتها يكون الامر سياسياً أو أمنياً وعسكرياً
وأتذكر هنا أمراً له علاقة، قبل سنوات تقريبا في 2009 م عندما أعلنت الصحة العالمية وباء إنفلونزا الخنازير H1N1 وباء عالمي، وكيف كان هناك تضخيم للفيروس في وسائل الاعلام وكيف انتشر الرعب بين الدول ...بعدها اشتغلت شركات الادوية العالمية في عمل اللقاحات اللازمة ضد الفيروس والادوية لمكافحة الفيروس ...ما لبثنا الا القليل حتى ظهر للرأي العام العالمي أن كل ذلك كان وراءه، خدعة، كما قيل.
هنا السؤال يطرح نفسه ما الهدف من التضخيم الاعلامي لفيروس كورونا وحالة الرعب التي أدى الفيروس إليها في هذه الدول؟