السجين عبدالكريم الإرياني - وقد تركوه وحيداً
محمود ياسين يكتب حول: السجين عبدالكريم الإرياني - وقد تركوه وحيداً
في نظراته عتاب الإنسان الطيب والأعزل وقد تركوه وحيداً
لا تمنحك السلطات في صنعاء سببا وجيها حتى، هو فقط كان يلتقط صورا أثناء تواجد قيادي حوثي في المنشأة، وكأن الجملة الأخيرة ملف اتهام متكامل يبدو مثل شائعة ملائمة لتغييب إنسان حظه عاثر .
لا تدري ما التهمة وعبدالكريم مثل عقوبة تبحث لها عن جريمة، جريمة كافية لهذا التحجر والجبروت إزاء دموع وتوسلات ابنته (أبرار)، الفتاة التي تصرخ في عالم لا يضع أبوها في أولوياته .
إن غالبية المظلومين المغيبين هم ضحية قائمة الأولويات، ويكفي فحسب أن تصادف حدثا عابرا يقذفك خلف الجدران وينساك .
كم يجدر بنا لفت انتباهكم للآلية التي يقبلها المضطرون، نحن على المدى المنظور مواطنون في نطاق سلطتكم، نعترف أو لا نعترف بدولتكم لكننا ولأجل إنسانيتنا نريدها أن تتصرف كدولة، وليست حالة اشتباه مدججة بأسباب الأخذ بالظنة، ويمكنني أنا تقبل استدعاء من النيابة هكذا كما تفعل نيابات العالم ولن أصدر بيانا أو أطلب مساندة وبيانات حقوقية.
هكذا إجراء لا شيء شخصي في سياقه و دون ملثمين ولا وعيد بالتغييب والمحو، ودون إشراف مباشر من قبل هيئة النخيط والتي يبدو أي إجراء بحضورها شكلا من عقاب وثأر واستقواء ومحاكمة اللارضى والمضمر في روح إنسان حتى وهو لا يتقبلكم عليكم تقبل المسؤولية وادعائها على الأقل ولو على سبيل المران، لكنكم لا تتدربون على حزم الدولة وإنما على الغلب.
هذا ما يبدو واضحا وأنتم تحكمون بالإعدام على أربعة صحفيين لو اعتمدنا حيثيات الحكم من تعاطف وقبول للتدخل والإشادة به أول الأمر بكلمات لأصبح غالبية الصحفيين تحت طائلة هذه العقوبة .
نحن وكلما ارتفع صوتنا بوجه المحتل المتدخل لن نكون إلا صوت أهلنا المغلوبين، صوت المغيبين وضحايا الانفعالات لقوة لا تدرك حتى اللحظة أن ما بيدها من قدرة على السيطرة والتحكم بمصائر الناس هو ليس تمكينا لجماعة بقدر ما هو مسؤولية إن استجبت لشروطها الآن مغفلا مزاجك واستخفافك ستمنحنا إمكانية الوصول لصيغة مستقبلية لا يقوم فيها أحد بتغييب الآخر، سواء بقوة الثأر أو بمسؤولية الدولة وبديهيات احترام حقوق البشر وما يتبقى بينهم من قيم .
لا تطلبوا منا الاعتراف بدولتكم، اعترفوا أنتم بمسؤوليتكم تجاه المتواجدين في نطاق سلطتكم، وبدلا من قسرنا على التصرف كرعايا تصرفوا أنتم كدولة .
الحياة في النهاية ستعترف فقط بما يضمن لها الوجود الآدمي الآمن والكريم .