اهتمامات

يافع: سرو حمير

علي سعيد الأحمدي يكتب حول يافع: سرو حمير


في اللغة السرو كلمة مأخوذة من الارتفاع والشرف، وحمير هي قبيلة من أشهر قبائل العرب ومن أعلى قبائل اليمن شأناً فمنهم الملوك التبابعة والأقيال. ويعزو البعض علو شأن يافع في حمير لمناعة أرضهم وشدة بأس رجالهم وتحليهم بصفات أهمها النجدة لمن استعان بهم لذلك نجد قبيلة يافع قد انتشرت في الوطن اليمني بل وخارجه.

تعرضت هذه القبيلة اليمانية العريقة لعوامل أثرت فيها بعضها بالسلب وبعضها بالإيجاب وتتركز أبرز هذه العوامل في الظروف السياسية التي مرت بها البلاد في القرن الماضي..

من أهم الإيجابيات التي حصلت هو الكمية الوافرة من التعليم الذي تحصل عليه أبناء هذه القبيلة ذات التعداد السكاني الكبير في مختلف المجالات والدرجات العلمية، كما أدت هجرة العديد من أبناء القبيلة للعمل في بلاد المهجر لنشوء طبقة جيدة من أصحاب رؤوس الأموال الذين لايزالون مرتبطين بمناطقهم وعاد ذلك بالنفع عليها وتعداه لكل مكان يحتاج للبذل والمساعدة.

و كان للظروف السياسية دور سلبي تمثل في فقدان رموز اجتماعية مهمة جراء دورات العنف كما كان لاستهداف النظام الشمولي وقتها للقبيلة أثره الذي لم تسلم منه قبيلة في الجنوب ومن ذلك يافع.

يقع الكثيرون في نظرتهم ليافع في حيف ناتج عن قصر النظر وجعل التوجهات السياسية الفوضوية أو تصرفات بعض الغوغاء هي المعيار، متناسين أهمية هذه القبيلة والجوانب المشرقة فيها و التي تثري التكوين الوطني سواء في الجانب الاجتماعي والعادات الأصيلة أو في الكوادر المؤهلة ورأس المال وغير ذلك من الجوانب ذات الأهمية والتي يمكن أن تسهم في تشكيل مشروع سياسي وطني حقيقي.

كما يظلم يافع بعض أبنائها حين يقدمون القبيلة كأنها حزب سياسي أو تظاهرة شعبية لها رأي واحد وتوجه واحد ويتم تكريسه في كل محفل ومجلس حتى نشأ جيل لايعرف من سرو حمير الا توجه سياسي بعينه يغلف بشعارات تصلح لحزب شمولي وليس لقبيلة ضاربة في العراقة..

الخلاصة .. يافع لم تعط حقها من السلطات المتعاقبة منذ نشوء الدولة في 1967م وصولا للسلطة الشرعية الحالية، كما أن محاولات بعض أبناء القبيلة للخروج بيافع نحو أفق واسع كانت تذهب نحو طريق لا أفق له لأن الساسة أنفسهم من يقود ذلك ولو بطريقة غير مباشرة.

زر الذهاب إلى الأعلى