ركّزوا معي إلى النهاية

عبدالوهاب بحيبح يكتب تحت عنوان: ركّزوا معي إلى النهاية

لا تطلبوا منّا نحن العامة إتخاذ مواقف تجاه هذا الطرف من التحالف اوذاك بسبب ما يجري. والذي اصلا نشاهده في الإعلام المموّل من أطراف الصراع الخليجي والإقليمي!!
هناك قيادة دولة هي المعنيّة بما يجري امام الله ثم الشعب والتاريخ، وتحت شرعيتها المعترف بها دوليا تدخّلت الإمارات والتحالف ككل.
عندما اجد القيادة المعنيّة والتي بيدها الحل والعقد بدءا بفخامة الرئيس وسيادة النائب، مرورا بدولة رئيس الوزراء، وصولا إلى معالي وزير الخارجية وهم لم يتخذوا مواقف، بل ولم يهتمّوا بكل ما نسمع عنه ونشاهده في وسائل الإعلام حتى الآن، فنقول بأن الصراع يدور فقط بين إعلام الأطراف المتصارعة.

كذلك من السّخف والتّفاهة أن يظهر مسؤول يمني معيّن في وزارة أو محافظ محافظة لم تحرر بعد، وهو يتحدث ويصرخ من الخارج عن ما اسماه محاولة إحتلال اليمن وتقسيمه، ويذرف دموع التماسيح على الظلم والغدر والخيانة التي تواجهها الشرعية واليمن حسب زعمه! وهو اصلا مرمي في احضان الخيانة من رأسه إلى اخمص قدمه، وهو نفسه الذي خان امانته ولم يؤدي عمله ووظيفته من داخل وطنه، بل وجعل من منصبه بؤرة فساد ووسيلة للكسب وجني الأرباح، وحوّلها إلى ملك اُسري خاص للأبناء والأصهار والاحباب،،الخ، ويتاجر بمعاناة شعبه، وفوق ذلك كله جنّد نفسه بوق نُباح لهذا الطرف أو ذاك وحشر نفسه في صراع ليس لنا فيه ناقة ولاجمل، بل إن ضرره علينا اكثر من نفعه!!
لو إن هذا المسؤول الفاسد أدَّى وظيفته ومهامه على اكمل وجه من داخل وطنة، وعصب بطنه عن اكل الحرام والسُحت، لما وصل بنا الأمر إلى هذا الضعف والهوان!.

هؤلاء الإنتهازيون الحمقى هم من اردوا اليمن المهالك، وباعوه في سوق النخاسة، وهم سبب كل الإنتكاسات التي تجري على كل المستويات في اليمن.
كم كنت اتمنى ان هذا المسؤول الذي ينصب العداء لقطر أو ذاك الذي ينصب العداء للإمارات سأل نفسه: لماذا هذه الدول اصبحت تلعب دورا إقليميا رغم صغر حجمها وتجدها تعمل في اكثر من ملف دولي؟ اكيد سيكون الجواب هو بسبب وجود مسؤول نزيه اهتم بوظيفته ومهامه تجاه وطنه وشعبه، وجعل من بلده الصحراوي مدن متطورة تناطح السحب اصبحت قبلة الأمم، واصبح لديها اموال وارصدة فائضة عن الإحتياج، ووصل دخل المواطن فيها هو الأعلى في العالم، لافقر، لاجوع،...وووألخ،.
ولو سألنا نفس السؤال لماذا اليمن انهارت دولته واصبح الوضع كما هو عليه اليوم؟ اكيد سيكون الجواب هو بسبب وجود شلل فاسدة اهتمت ببناء ثرواتها الخاصة وتأمين مستقبلها الخاص، ومستقبل ابنائها واحفادها بالخارج، وتقاسمت السلطة والثروة والقرار السياسي والجيش كحق شخصي وكل ذلك على حساب الوطن والدولة والسيادة والشعب، لهذا توسعت دائرة الفقر والجوع والتخلف والجهل، واصبحت البلاد مستنقع تتكاثر فيه الطحالب والبكتيريا والفيروسات ومنها على سبيل المثال المليشيا الحوثية المتخلفة، ... وووإلخ.