آراء

عن قادة يمنيين رحلوا ولم يكتبوا شهادتهم للأجيال

أمين جابر يكتب عن قادة يمنيين رحلوا ولم يكتبوا شهادتهم للأجيال: الذين لم يكتبوا


كم تمنيت أن يكون اللواء عبدالله جزيلان وفى بوعده بكتابة جزء ثان عن تاريخ الثورة اليمنية وتكلم عن بقية الأحداث المهمة التي تتمم كتابه الرائع "التاريخ السري للثورة اليمنية".

وهذه ظاهرة تجدها في كتاب التاريخ اليمني المعاصر حيث يحسبون حسابا مبالغا فيه للمضايقات السياسية وإليك بعض الأمثلة:

لم تنشر مذكرات القاضي الرئيس عبدالرحمن الإرياني إلا قريبا وتوقفت عند أهم أحداث الثورة في حصار السبعين.. لماذا ؟ لا ندري.

ومذكرات الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر كانت مقتضبة ومرت على أحداث كثيرة مهمة مرور الكرام.

وتوفي الدكتور عبدالكريم الإرياني ولمَّا يكتب شيئا من مذكراته... وكتب عنه كتاب جمع كلمات وأشعار نعيه وسماه جامعه كتاب ( الدكتور).. ولَم يكتب أخوه العلامة والأديب والشاعر مطهر الإرياني أي شيء من مذكراته... وضاع تراث عقيل الإرياني ولَم ينشط أحد من بيت الإرياني لنشره أو لتمكين باحث من تحقيقه ونشره!

وقتل الرئيس علي عبدالله صالح وعبدالعزيز عبدالغني ودفنت معهما كل الأحداث التي عرفوها. وربما يموت علي سالم البيض الرئيس والنائب ولَم يكتب شيئا.

وتوفي الشيخ القاضي الفسيل ولَم تعرف له ترجمة وافية بحقه ولا هو كتب شيئا عن نفسه أو ما عاصره..

وكتب الشيخ مقبل الوادعي شيئا من ذكرياته مبثوثا في مؤلفاته وما فُرِّغ من أشرطته ولَم نسمع أن الشيخ الزنداني كتب شيئا أو أن له نية في كتابة شيء حتى الان غير ما ذكره في المقابلات مع الدكتور السنيدي ...

ورجل بحجم العلامة الكبير محمد بن سالم البيحاني لم يكتب من ذكرياته شيئا بل لا تكاد تجد مؤلفاته المطبوعة إلا ما ندر وبشق الأنفس..

ولَم يكتب القاضيان العملاقان محمد وإسماعيل الأكوع شيئا من ذكرياتهما، وعق ورثتهما -كما قيل- تراثهما فضاع أغلب المطبوع حتى إنك لا تجده الا بصعوبة ولا نعرف شيئا عن تراثهما الذي كان معدا للطباعة ولَمّا يطبع.

وكتبت الدكتورة حفصة منشي زوجة الدكتور عبدالرحمن بافضل كتابا عنه لا يبلغ أن يكون سيرة ذاتية بل هو أقرب إلى نعيٍ موسع ، ولَم يكتب هو شيئا.

وكتب الشيخ علي العديني قليلا من ذكرياته ونشره في الفيسبوك ولَم ينشط أحد لجمع المادة ومراجعتها وترتيبها وتبويبها ونشرها ولو بصيغة bdf..

وكتب الدكتور عبدالرحمن الخميسي مذكرات مختصرة بسيطة على صفحة الفيسبوك ولَم تجمع كذلك على صغرها واختصارها..

وتوفي الشيخ عبدالمجيد الهتاري ولَم يكتب شيئا من ذكرياته وشهادته على تصدع وانقسام التيار السلفي بعد الشيخ مقبل.

ولا نعلم أن الدكتور عبدالعزيز المقالح كتب شيئا من مذكراته ولا ندري هل له نية في ذلك أم لا ، ولَم يكتب الشاعر الكبير عبدالله البردوني كذلك مذكراته ، ولا الشاعر عبدالله حمران ، ولا الحضراني ، ولا السهلي ولا غيرهم من جملة أدباء وشعراء اليمن!!

الخلاصة:
هذه أمثلة تجدها في أغلب السياسيين والدعاة وأصحاب التأثير في اليمن فهم منصرفون عن هذا الباب المهم من أبواب التاريخ إما رهبة أو هضما للنفس، وهذه -لعمر الله- خسارة للأجيال القادمة أن ينشأوا فلا يعرفون إلا ما يمليه عليهم الحاضر فقط.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى