آراء

خطورة إقحام الشهداء والجرحى في لافتات العمل الخيري

عمار بن صالح التام يكتب في نشوان نيوز حول خطورة إقحام الشهداء والجرحى في لافتات العمل الخيري


الأخوة جمعيات ومؤسسات ومنظمات الإغاثة في اليمن  تحية لكم وبارك الله بجهودكم ومساعيكم الخيرة رفع الله قدركم.

نقدر جهدكم ولكن لنا ملاحظة في التسويق لمشاريعكم باسم الشهيد والجريح والمجاهد والمقاتل.. هذه المصطلحات أصبحت مقترنة بمعاني الإباء والشمم والشموخ والكبرياء والعزة والكرامة و التضحية والفداء والوطنية، وهي بحد ذاتها أوسمة شرف على جبين الدهر وصدر كل حر أبي، هي رصيد مقدس لهذه الفئة المصطفاة من بين الناس، يجب أن يذكروا في معرض الفخار و الاعتزاز لا الرحمة و الإذلال، يوهبون وتوهب أسرهم ولا يتصدق عليهم، لأن الهبة لكل غالٍ على النفس عزيز.

ثقافة الدولة وعرفها يقتضي التعامل مع هذه الفئة برقي وتقدير واحترام فائق وهم أبرز وجوه السيادة والكرامة التي يجب على الدولة الحفاظ عليها مهما كانت الظروف، وإن دولة لا تكرم من ضحى من أجلها ورفاهية شعبها وتحرره، ليست جديرة بالاحترام، وعلى الإخوة القائمين على هذه الفئات أن يتعلموا فن العطاء الذي يحفظ ماء الوجه ويذكي من رصيد الكرامة والشموخ للشهيد والجريح والمجاهد، وتحية احترام وتقدير للإخوة بدائرة الرعاية الإجتماعية لرقيهم في التعامل مع اسر الشهداء.

إخواني الكرام بالإغاثة - العمل الخيري ، يسعكم في تسويق مشاريعكم ان تكون باسم أسرة فقيرة، أيتام، زواج ارامل ومطلقات، ذوي الاحتياجات الخاصة من المعاقين بكافة مستوياتهم ومن هذا القبيل ولا تذكروا اسم شهيد أو جريح أو مجاهد اكراما لهم لانهم أهل الكرامة، لا يكرمهم الا كريم ولا يهينهم إلا هيّن. كما هي لهم حافظوا على شموخ نفوسكم وكبريائها مهما كانت الظروف، فالحرة تموت ولا تأكل بثدييها.

أخيرا الأعزاء بمؤسسة وطن لكم كل الشكر والتقدير واسم المؤسسة شموخ وكرامة في حد ذاته ولكن، تكرموا أيها الكرام بالكف عن جمع التبرعات بالمساجد بتلك الصورة التي لا تليق بأهل الكرامة والشموخ أبطالنا بالجبهات، ويسعكم الحسابات البنكية والقسائم والرسائل الراقية للتجار والميسورين وفتح مقر المؤسسة والاعلان لها ولحساباتها في كل وسائل الإعلام، وان اقتضى الأمر بما يسد الحاجة للجبهات طبقوا امر الله تع إلى "خذ من أموالهم".

دمتم و بورك في جهودكم جميعا، وهي رسالة لكم من حب تعزز دوركم ودعوة لنا جميعا لحفظ رصيد الشموخ والكبرياء العزة في أوساطنا.

عناوين قد تهمك:

زر الذهاب إلى الأعلى