[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
اهتمامات

اليمن واحد فكيف يتوحد؟

محمد عبدالقوي يكتب: اليمن واحد فكيف يتوحد؟


إن القارئ لتاريخ اليمن السياسي يتضح له أن كل أشكال التجزئة التي شهدتها اليمن إلي دويلات ؛ لم تكن إلا بسبب السياسة وصراعاتها العقيمة.

حتى الخلافات التي جرت فيما بين القيادات السياسية سواءا كانت تلك الخلافات علي مستوى اليمن الشمالي أو الجنوبي فكانت خلافات علي ( الكرسي) ولم تكن تلك الخلافات تحمل طابع التجزئية.

ولذا فإن خلاف علي سالم البيض مع علي ناصر محمد لا يختلف عن الخلاف مع علي عبد الله صالح كعمل ناتج عن السياسة ؛ وفي كلا الحالتين لم يطالب البيض بانفصال أبين عن حضرموت ، لاستحالة أن يطالب عن فك ارتباط صنعاء عن عدن .

كما يتوجب علي كل القيادات اليمنية التي تطالب ( بالانفصال) أن يحكموا العقل والمنطق .. لاسيما وأنهم أعلم منا بتاريخ اليمن كمثقفين وقيادات مجربة عاشت ويلات الحروب سواءا علي مستوى الشمال ام الجنوب.

وما حدث في 22 مايو 1990 كان إندماجا سياسيا فاشلا ، لا علاقة له بالوحدة ؛ لأن اليمن ما عرفت الوحدة في تاريخها ؛ لكونها كما أشرنا موحدة وفقا لتكوينها الطبيعي ؛ ولكنها عرفت اشكالا من الإتحادات الكبرى ، والصغرى.

وكان ذلك وفقا للعامل السياسي أما (الوحدة ) فهي أساس تكوين اليمن قبل ظهور الإتحادات ، والدويلات المجزأة ؛ لذلك رفقا بعقول اليمنيين أيها السياسيون .. مع أن الغالبية العظمى من الشعب يدركون جيدا أن بعض القيادات تعرضت لغدر السياسة ؛ ولكنهم يدركون بإن اليمن ستنتصر في نهاية المطاف .

لأنها أيضا عانت من صراعات السياسة وغدرها وإخفاقاتها ؛ ولذلك فإن من يدعو إلي الانفصال فإنه يؤذي الشعب اليمني ويستفز مشاعرهم ، وكل من قرأ واطلع علي كل المراحل التي شهدتها اليمن قديما وحديثا يدرك تمام الإدراك ، أن اليمن واحد والواحد لا يتوحد ولا ينفصل ولا يمكن أن يفك الأرتباط مع ذاته.

ولا زلنا نتذكر جيدا الأبيات الشعرية التي كان يرددها الرئيس علي سالم البيض قائلا :

إذا احتربت يوما وسالت دمائها تذكرت القربى فسالت دموعها.

ولم يذكرنا البيض بالمتنبي فقط ولكنه أضاف قائلا : كفاية حروب وكفاية قتال نريد يمنا يحمي ولا يهدد يصون ولا يبدد دولة وطنية بحجم آمالنا وطموحاتنا المشروعة نستطيع من خلالها أن نجاري العالم كله بصدقنا وإنتمائنا لهذا الوطن . دولة تعي معنى الاستقلال وتستطيع بناء المشروع الوطني ؛ لكي تتبوأ اليمن مكانة كبيرة بحجم تاريخها وحضارتها المتراكمة عبر الألأف السنيين.

ونعتقد جازمين بإن كلام علي سالم البيض هذا كان من القلب إلي القلب ؛ ولذا فالمطلوب من كل القيادات اليمنية التي تعي أهمية تاريخ اليمن وموقعها الاستراتيجي أن يعملون بكل جهد لإعادة مكانة اليمن ودورها المهم في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى