سيرة الأقداح (شعر)
قصيدة الشاعر سعيد الفريس: سيرة الأقداح (شعر)
ضمّ الغرام بقبلتين جراحي
وأباح في جنح الليال نواحي
كنت الممسج بالأنين وللندى
عينان تمسح غبطة الأتراحِ
عينان يا ليل المحب تعيره
كف الحنان وشعلة المصباحِ
رقّت مآقيها لصبوة عاشق
كست السماء بنورها الوضاحِ
كان المكان الغض محض حكاية
لكأنه في عالم الأرواحِ
كانت تخمره الورود بعطرها
طللا لرقصة بلبل صداحِ
ما إن تطل الشمس من جنباته
تلقاه مثل السندس الفياحِ
وترى المثاوي عابسين وموطني
يتقلد الإسجاح بالإصباحِ
فكأنه بالحسن فردوس الدنى
يبقيك في دعة مع الأفراحِ
وطن ذراه زمرد ولآلئ
متسربل بالورد والتفاحِ
أعطى لهذي الأرض أجمل صورة
ملء المكان بحسنه اللماحِ
لكنني المنحوس جئت مهللا
أسقي الورود بروضه الفياحِ
فإذا به المنبوذ عن إخوانه
نالته لعنة قابض الأروحِ
أزرى به الحساد بعد ينوعه
وبغت عليه طوائف الأشباحِ
فغدت تضرجه الدماء تهده
العبرات يسحقه غنى المداحِ
باع السماسرة اللئام دروبه
وقضت عليه موامس السفاحِ
أسفي على "الغجري" يبيع بلاده
بوسادة للحاكم النطاحِ
أسفي على يمني السعيد وشعبه
أضحى الممزق من سياط سجاحِ
أسفي على أم الشهيد وصرخة الطْ
طِفل اليتيم ودمعة النواحِ
أسفي على أرض تموت بكفها
روح الوليد بطلقة (الشراحِ)
أسفي على الأحرار فرق شملهم
قرد الجبال بدرهم المجتاحِ
يا معشر الشعراء جئت مكللا
بالحب أروي سيرة الأقداحِ