هويةٌ بين نحيب المنافي
قصيدة للشاعر ناجي عطية بعنوان: هويةٌ بين نحيب المنافي
أوجاعُنا ملَّتْ من الترحالِ
قولوا لأفراحِ البلادِ تعالِي
أنا ظاعنٌ في الحُزنِ حدَّ تمزُّقِ ال
أسماءِ في ثوبِ البلادِ البالي
صِفةُ الهويَّةِ في العيونِ تَضِجُّ مِن
خوفِ الوقوفِ على جوابِ سؤالي
لي صَبرُ أُمّيْ في الحياةِ يصُدُّني
عن ألفِ موتٍ كانَ في استقبالي
وتقولُ للعُمرِ البئيسِ حَذار مِن
عَبَثِ الطريقِ.. فإنَّ فيهِ عيالي
نحنُ -اليمانيينَ- أصدقُ حَدْسِنا
أنَّا نُراوغُ ..خدعةَ الآجالِ
ضَجَّتْ منافينا بصوتِ نحِيبِنا
حتى أصمَّتْ مسمعَ الأجيالِ
أعماقُنا قَبرٌ لكُلِّ جميلةٍ
والحلمُ جَفنٌ لا يرِفُّ لحالِ
والعمرُ مسلوبٌ، وزهرتهُ ذَوتْ
من بعدِ مَجدٍ عابقٍ ودلالِ
والأرضُ غصَّتْ بالجراحِ وبالدِما
هانتْ ..وكانتْ مَضْربَ الأمثالِ
وشبابُنا هُدِرتْ رُؤاهُم بعدَما
أفنوا حياتَهمُو بطولِ نِضالِ
جَفَّتْ مدامِعُ حرفيَ الموْؤودِ
وانتحرَ البيانُ ولم تصِلْ أقوالي
*
يا نسمةَ الأملِ الفقيدِ أنا هنُا
أحيا بدونكِ مُثقلَ الأحمالِ
والانتظارُ يمُرُّ بينَ دِمائِنا
مَن لم يمُتْ فموثَّقُ الأغلالِ
من أين نفتحُ للسعيدةِ بابَها
الموصودَ بالأغلالِ والأقفالِ ؟
نحتاجُ أن نحيا كآخرِ فُرصةٍ
للحُبِّ ..أن نحيا بدون قتالِ!
نحتاجُ أن ننسى الحروبَ فما بِها
عدلٌ هُنا يا سورةَ الأنفالِ!
نحتاجُ أن تصفو الحياةُ ببسمةِ ال
فجرِ الوليدِ ..بضحكةِ الأطفالِ
ونقولُ إن طَلبَ الزمانُ رجوعنا:
أوجاعُنا ملَّت مِن الترحالِ
عناوين قد تهمك: