عن عبدالرحمن البيضاني و"سوق الشعارات في اليمن"
صلاح الواسعي يكتب عن عبدالرحمن البيضاني و"سوق الشعارات في اليمن"
الكثير لربما قرأ عن عبدالرحمن البيضاني ودوره البارز كأحد القيادات الثورية التي أسهمت في تفجير ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢، ضد الإمامية الرجعية بجانب إسهاماته العلمية في هندسة الثورة وتأسيس مداميكها النظرية الأولى.
يقول البيضاني في كتاب سوق الشعارات في اليمن "إن الصراعات السياسية التي أعقبت ثورة سبتمبر حولت اليمن إلى مقبرة وأن الفرقاء ما زالوا يتصارعون على من سيحكم هذه المقبرة".
هذا القول يعزز قناعتنا بأن الواقع اليمني على المستوى السياسي تحديدا لا يزال يعيش في الماضي، فقواعد السياسات إلى الآن لم تتغير ناهيك عن تغير شخصيات المشهد السياسي.
ياتي كتاب "سوق الشعارات في اليمن" كتلخيص لمحاضرة ألقاها عبدالرحمن البيضاني في مقر رابطة الطلاب اليمنين في القاهرة وتلاها نقاش علمي استمر لعدة أيام.
الخلاصة التي تستخرجها من قراءة الكتاب أن اليمن على طول خطها التأريخي وحتى اليوم لم تكن أزمتها الحقيقية تتمثل في الافتقار للرؤى الوطنية السياسية والخطط الاقتصادية التنموية على الأقل بما يتعلق بشمال اليمن، بل إن الفاعلية المفقودة وغياب الإرادة هي جذر المشكلة في اليمن على مر التأريخ.
كما يتطرق الكتاب إلى أن الأحزاب الايديولوجية الرجعية المتخلفة تتسم بالجمود الفكري وتغلق أبوابها أمام الابداع وتطرد المبدعين من أعضائها، وهذا أساس التخلف السياسي في اليمن. عن هذه الاحزاب يقول البيضاني:
"من يبدع فكريا ويتألق فلسفيا تحكم عليه بالردة والانحراف وتعزله عن الصفوف الحزبية، وتود لو انها تستطيع أن ترميه للسباع والطيور الجارحة. كما فعل الرومان بالمسيحيين، والجاهليون بالمسلمين. أما الذي يؤمن عن معرفة، فلا يهمه أن يكون مفصولا منكورا في الحزب، مادام سيبقى موصولا مذكورا في التأريخ".
عناوين ذات صلة: