عن أهمية دراسة الشخصية اليمنية
فهد سلطان يكتب: عن أهمية دراسة الشخصية اليمنية
دراسة الشخصية اليمنية هو أهم ما يمكن أن يقوم به الباحث والمهتم بالتاريخ اليمني ضمن علم الاجتماع في هذه المرحلة بالذات، وهي القضية – مع كثير من الأسف – التي لم تأخذ حظها الطبيعي في أغلب الدراسات السابقة واللاحقة لأسباب لا نعلم كثيرا منها.
ولمن اطلع على مقالة الصحفي عادل الأحمدي الأخير والمدهشة حول "حُجرية تعز: سر اليمن المكنون" سيعرف جزء من تلك الشخصية التي تناولها ببراعة عالية، حيث المقال يعد من أهم ما كتب في هذا الجانب.
لا أبالغ بأن هذا المقال يجب أن يدرس للأطفال في المدارس، بل يتوجب أن يتجه الباحثون نحو هذه القراءة الثرية للقرى والمناطق اليمنية واحدة تلو الأخرى، متتبعين تفاصيل الشخصية اليمنية ومبرزين أهم ملامحها لقصد الانبعاث المنشود الذي طال انتظاره.
يعيش اليمني وهو لا يعرف طبيعته الحقيقية ولا نقاط الضعف ونقاط القوة لديه، وهذا الفقر يبدد التراكم المعرفي والنضالي والسياسي، ويجعله عرضة لكثير من الأخطار والأخطاء معًا، أخطار الإمامة من الداخل والاستعمار من الخارج.
إن دراسة الشخصية اليمنية مهمة للجيل الحالي والأجيال القادمة، وذلك حال كل الدول التي تعرف أهمية هذا النوع من العلم والفائدة المرجوة منه.
ولا يخفى على الباحث المدقق هنا: أن الإمامة التي تغلغلت تحت عباءة الدين لثمانية قرون بين اليمنيين كانت تدرك جيدًا حقيقة هذا السر في شخصية اليمني، فعملت على استهدافه وتخريبه ضمن شقين: الأول إلهاؤه عن تاريخه القديم الذي صنع مجداً أبهر ولا يزال الدارسون والباحثون وقطع الصلة عنه، الثاني: استهداف شخصيته اليمني المعاصرة بالحروب والفتن والجوع وتطويعه ليكون جنيدًا في مشروعها الأثيم.
إن ترميم ذواتنا كيمنيين والعودة إلى دراسة تاريخنا وفهم طبيعة السلوك العام ضمن هذه الجغرافية للاستنهاض هو أوجب ما يجب أن يكون، ويجب استدراكه على نحو عاجل.