[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
تقارير ووثائق

شركات احتيال وضحايا: وهم الأرباح يغزو اليمن

استطلاع منيرة أحمد الطيار: شركات احتيال وضحايا: وهم الأرباح يغزو اليمن


لم تنتهِ عمليات بونزي أشهر عمليات النصب الهرمي الإلكتروني الذي أشهرت في أمريكا أول من ابتكر هذا النوع من الاحتيال هو تشارلز بونزي وبعدها قام الأمريكي برنارد مادوف بتطبيق هذا الاحتيال، وخدع 4800 شخص وحصل على 50 مليار دولار.

وقد وصل هذا النوع من الوهم بالأرباح الطائلة إلى اليمن بل أنه سيطر على اليمنين من خلال شركات استثمارية أو العملة الرقمية الداج كوين بحيلة التسويق الإلكتروني فدون تعب أو أي مشقة تحصل على أرباح طائلة هكذا يروج مالكي عملة الداج كوين (بشركة سايس فكتوري) لليمنين للاشتراك فيها وإضافة أكبر عدد من المشتركين للحصول على أرباح طائلة يتهافت اليمنين وخاصة النساء للزج بأموالهن لشراء هذا النوع من العملة أملين بأرباح طائلة.

وتعرف عملة الداج كوين بأنها عملة رقمية تشترك في الشركة وللاشتراك عليك أولا أن تدفع مبلغ لا يقل عن عشرين الف ريال يمني أو مئة دولار للحصول على العضوية و الاستثمار لدى الشركة لمدة من عام لثلاثة أعوام. ويكون الربح عبر ازدياد رصيدك اذا قمت بإضافة أعضاء جدد عبر التسويق الشبكي للحصول على عمولة ولكن دون القدرة على سحب رصيد مالي حقيقي من بنك معتمد أو التسوق بها في مراكز تجارية كون هذه العملة غير معتمدة في اليمن .

وهذا ما يجعله مجرد وهم فعند عمل استطلاع للمشتركين في هذه الشركة تبين أن لا أحد منهم أستطاع أن يحصل على أرباح عينيه بل رصيد كما في الألعاب الإلكترونية إضافة لذلك لا يوجد إمكانية لدخول للموقع دون إرسال مبلغ مالي عبر تحويلات لأشخاص مشتركين في الشركة ولا يوجد أي معلومات حقيقة عن مالكي هذه الشركة سواء رسائل على السوشل ميديا أو عبر رابط الموقع الذي لا يفتح إلا برصيد بنكي محول لشركة ومع ذلك فإن معظم اليمنين يتجهوا اليوم للإنجرار نحو الأوهام عبر تصديقهم لما يسمى بالأرباح الطائلة التي سيتم جنيها أملين في الربح ولو بعد أعوام مما ينذر بكارثة اقتصادية كبيرة عبر سحب مالكي هذه الشركة أموال الناس ومدخراتهم من السوق .

وفي ذلك الصدد يفيد الأستاذ وديع السادة رئيس وحدة المعلومات المالية ومكافحة غسيل الأموال بالبنك المركزي اليمني أن مثل هذه الشركات هي عبارة عن نصب واحتيال هدفها فقط زعزعة الاقتصاد اليمني وسحب أموال الناس وخاصة الدولار لعمل انهيار للعملة اليمنية.

وعند التحري حول هذا الموضوع أكدت المعلومات إلى انه بعد الاحتفال بالشركة(سايس فكتوري) والتي مقرها الحالي بدبي بتاريخ 24 فبراير التي تدعي أنها صاحبة هذه العملة زيادة قيمة الاشتراك في الشركة بزيادة 20% من المبلغ الذي كان يدفع من قبل المشتركين إلى قبيل الاحتفال مما يجعل الناس يقبلون بشكل أكبر على التسجيل في الشركة ظنا منهم أنهم سيلحقون بالأرباح قبل ارتفاع مبلغ الاشتراك مرة آخرى.

ليس فقط ترهات ووهم الداج كوين المسيطر على أموال اليمنين بل أن هناك الف الشركات الاستثمارية كمشروع بلقيس , مشروع السلطانة , مشروع هاني للعسل , مشروع الفضة والخياطة وغيرها من المشاريع التي باتت تبيع الوهم لناس وسلبهم أموالهم.

مكر
لخبث تلك الشركات الاحتيالية وصل بها المكر أن تزور فتاوى دينية تجيز الدخول والمساهمة بتلك الشركات مما يدفع الناس للاطمئنان والمجازفة بأموالهم دون خوف وقلق مما جعل الكثيرين يقبلوا على الانجرار نحو تلك الشركات حتى بدون إي معلومات حولها .

الشكاوى والفضائح التي نشرها المتضررين من هذه الشركات الوهمية ونشرها ليأخذ الناس حذرهم دفع بالقاضي محمد بن اسماعيل العمراني لنشر تنبيه هام على صفحته الرسمية في الفيس بوك يؤكد أنه ليس لديه أي فتاوى بخصوص شركات الاستثمار والنصب كما تستخدمها تلك الشركات وتروج لها .

ندم
لم تكن تدرك سارة محمد اسم مستعار تحدثت إلى نشوان نيوز أن نهاية زواجها ستكون بسبب شركات الاحتيال والنصب تحكي لنا سارة قصتها وهي في غاية الحزن وعينيها مليئة بالدموع، وتقول "بعت ذهبي ودخلت معي جارتي بمشروع الداج كوين واشتريت لي عملة بعدما أقنعتني أني سأحصل على أرباح طائلة من المشروع دون خسارة أو تعب فرحت بذلك وصدقت كلامها كونها أقسمت انها قد استلمت أرباحاً خيالية باشتراكها في العملة دون تعب كلما في الامر هو أن عليها اضافة مشتركي جدد أعجبت بالفكرة".
وتتابع "بعت ذهبي والذي قدر وقتها بمليون وثمان ريال يمني وبعدها حولت المبلغ لدولار واشتركت في عملة الداج كوين أملة أن اربح من وراء مبلغي ملايين وأنا في منزلي ولكني خسرت ذهبي وزواجي ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب بل أن من أشرت لهن بهذا المشروع الان بتن يطالبنني باسترداد اموالهن ولم يقتنعن اني كما هن ضحية لمثل هذه الشركات الاحتيالية النصابة".

إصرار
على الرغم من التحذيرات الكبيرة التي كرستها وسائل الإعلام في السوشل ميديا والتجارب التي أثبتت فشلها من هذه الشركات النصابة والاحتيالية الا أن البعض لازال مصرا على أنها شركات تدر الربح السهل وأنت في منزلك دون عناء أو تعب مثبته ذلك بتجربتها التي لا زالت في بدايتها، حيث تستغلهم الشركة في جذب لمشتركي جدد من خلال جعلهم منصات تسويقيه للإيقاع بفرائس جديدة.

فندى أحمد اسم مستعار، إحدى مشتركات عملة الداج كوين في الشركات التي أثبت احتيالها تؤكد أن الاشتراك في العملة يجلب الربح الكبير دون تعب وأنها استلمت أرباح باشتراكها في العملة وادخلها لمشتركي جدد على الرغم من عدم معرفتها للمالك الحقيقي لشركة أو أي معلومات عنها.

وفي هذا الصدد يؤكد الاستاذ محمد المصري مفتش بالبنك المركزي في شرح عن الموضوع بصفحته على الفيسبوك أن هذه المشاريع مثيره للشك كونها تفتقر إلى أدنى المقومات الأساسية التي تتطلبها القوانين والمعايير الدولية إذ لا يوجد لهذه الشركات بيانات مالية معتمده من قبل محاسب قانوني معتمد.

كما يشير إلى وجود غموض حول الشكل القانوني لهذه الشركات طارحة وراءها عدة أسئلة مثل هل هذه الشركات مساهمة وهل يوجد لها جمعية عمومية أو مجلس إدارة بالإضافة إلى الثغرات الهامة في شكل وإجراءات توقيع العقود وكذلك إيداع المساهمات بشكل شخصي للمندوبين دون وجود حسابات بنكية لهذه الشركات الوهمية.

وغالبا ما تستخدم الشركات حيلة الأرباح لبعض مشتركيها بجعلهم عبارة عن طعم من خلال دفعها لهم فتات من الارباح لترويج والتسويق لشركتها بغرض كسب ثقة الناس وبعد ذلك تختفي الشركة ، وتضع الناس في صدمة بين أموالهم التي ضاعت وبين مسوقي هذا المشروع الذي لا يجدوا مبرر يساعدهم من هذه الورطة .

فخ
ويعجز القانون اليمني عن إنصاف المتضررين من الشركات الوهمية لعدم امتلاكهم أي معلومات عنها فعمر بن عبدالعزيز دحان محامي قانوني يصف أن تلك الشركات المنتشرة حاليا التي يقع في شباكها الناس هي عبارة عن شركات وهمية تتبع أسلوب التسويق الهرمي توقع الناس في فخاخها كونها مجهولة الهوية والمصدر.

وعند اكتشافهم لتعرضهم لعملية النصب والاحتيال لا يستطيعوا اللجوء للقانون أو رفع قضية فهم لا يعرفون أي معلومات عن الشركة ومالكيها أو ما يثبت دفعهم المبلغ ولا يكون لديهم الا المسوقين الذي عرفوهم على الشركة وبذلك يضطروا لصمت وتكبد الخسائر دون حراك .

عناوين قد تهمك:

زر الذهاب إلى الأعلى