آراء

اسطوانة الفقر والجهل والمرض: نموذج لتسطيح الخطر السلالي

موسى عبدالله قاسم يكتب: اسطوانة الفقر والجهل والمرض: نموذج لتسطيح الخطر السلالي


قامت ثورة 26 سبتمبر ضد الفقر والجهل والمرض! هكذا تم تزييف الوعي المجتمعي اليمني خلال أكثر من خمسين عاماً من عُمر الثورة السبتمبرية الخالدة.

الثورة العظيمة التي كانت محصلة نضال الأمة اليمنية الطويل، اُختِزلتْ أهدافها التحررية السامية في هذا الثالوث من أعراض الحُكم المُغتصب للإرهاب السلالي الدخيل؛ وتم إغفال -بسبق إصرار وترصُّد- جوهر أهداف الثورة الإنسانية العظيمة المتمثلة بالحرية والكرامة، واستعادة الشخصية اليمنية المسحوقة والمجد اليمني المُستلب..!

هذا التسطيح المُرعب لثورة الألف عام جعل المواطن البسيط يتأفف من الثورة، لاسيما أن جزءاً من هذه الأعراض ظل جاثماً، بصورة أو بأخرى، ولم تغادر حياة المجتمع اليمني بالشكل الذي يلبي التطلّعات؛ وعلى ذلك كان اللوبي الهاشمي المستتر يبني أطروحاته للنيل من الثورة استناداً إلى هذا الثالوث، كمقياس لنجاح الثورة من عدمه، مُدّعياً أن ما قامت من أجله الثورة لم يتحقق، وأن الثورة وفق منظورهم فاشلة في محصلتها وصيرورتها..!

هكذا تم ربط ثورة الحرية والكرامة واستعادة الحق اليمني بمطالب معيشية صرفة، كان يمكن تحقيقها لو وجدت الجمهورية من يحنو عليها ويقدس دماء أحرارها، وحين عادت السلالة الإرهابية في العام ٢٠١٤ استشعر اليمنيون فداحة فعلهم بعد أن فرطوا بحريتهم التي ضحى في سبيلها مواكب من الأحرار على امتداد تاريخ اليمن الثوري التحرري.

الحقيقة التي يجب الاعتراف بها أن السلالة الإجرامية خاضت حرباً شعواء ضد الثورة والجمهورية، ومن قلْب النظام الجمهوري، بعد تغلغلها فيه، وتمثلت هذه الحرب بالتزييف الممنهج للوعي اليمني الجمعي، وإبعاده عن مسلّماته الوطنية، فالثورة‏ التي قامت للقضاء على الحكم السلالي العنصري، كما جاء في أهدافها التي اختطها مهندس الثورة القيل علي عبدالمغني؛ تحوّلت إلى ثورة ضد الفقر والجهل والمرض، وكان غرض ذلك التحويل إلهاء اليمنيين عن جوهر ثورتهم ولتهيئة المناخ لعودة الجريمة الهاشمية مجدداً.

عناوين قد تهمك:

زر الذهاب إلى الأعلى