مداخلة على مقال علي عبدالله صالح للأستاذ عادل الأحمدي
أسامة عبدالرحمن أنعم يكتب: مداخلة على مقال علي عبدالله صالح للأستاذ عادل الأحمدي
من وجهة نظري، تقييم الرئيس أو القائد يأتي من المنجزات التي حققها. على سبيل المثال ننظر إلى ماذا حقق رئيس وزراء سنغافورة الأسبق Lee Kuan Yew (حكم 31 سنة)، ورئيس وزراء ماليزيا Mahathir Mohamad (حكم 22 سنة)؟.
سنغافورة تعتبر من الدول المتقدمة وماليزيا بعض الولايات فيها صنفت متقدمة والباقي في الطريق لتصبح في مصاف الدول المتقدمة. علماً بان فترة حكم الأثنين، واحدة قريبة من حكم علي عبدالله صالح والأخرى أقل منها بعقد من الزمن.
هنا يأتي التقييم من منجزات ملموسة على أرض الواقع. نسبة الأمية والتعليم، الناتج الإجمالي والمحلي للبلد، التحضر، الإستقرار، والتنمية، جلب رؤوس الأموال، الأمن والأمان. والأهم الإنتماء والتربية الوطنية، وفوق كل ذلك النقل السلمي للسلطة، والإيمان بقدرة الأجيال القادمة. الرجلين سلموا السلطة سلمياً بالإستقالة ضاربين بذلك مثلاً لحب الوطن.
في إعتقادي لم ينجز صالح أي شيئ مما ذكر أعلاه قياساً على ما كان موجود في أيامه وماهو موجود بعده. وجود بعض الأمان والإستقرار والحرية في عهده يعتبر من ضرورات الحياة ولم يكن إنجاز. وقد كانت نتائج لسياسات التنمية في عهد الحمدي في الشمال والمدنية في الجنوب والوحدة. وقد كانت من واجب الحاكم للمحكوم. أما سياسة الصبر وعدم البطش وشعرة معاوية، فهي سياسة مرحلية وكانت يجب أن لا تكون إستراتيجية. أما الشجاعة فهي صفة وليست مهارة للقيادة.
أتيحت للرجل فرص، لو أخذ ببعض منها لكان قد نقل اليمن إلى مصاف دول قريبة من الدول المتطورة والمتقدمة. ولكن "فاقد الشيئ لا يعطيه". لم يكن صالح بحجم اليمن ليكون رئيس لها. ممكن كانت قدرات الرجل محافظ لمحافظة أو قائداً للواء عسكري وأن ذهب إلى أبعد من ذلك فليكن قائد منطقة عسكرية. ولكن رئيس، لا أعتقد ذلك. وما نحن فيه الإ نتائج لمرحلة صالح.
ملاحظة: المنظومة السياسية في عهد صالح (الأحزاب والقيادات السياسية وغير ذلك) هي جزء من عهد الرجل وشاركت في الأخطاء. ويمثل نظام الحكم والمعارضة والمكونات السياسية منظومة متكامله في إدارة البلاد. وتتحمل هذه المنظومة ما آلت إليه البلاد في الوقت الحالي. والمشكلة إنها تصر على البقاء بنفس الأدوات، والأفكار والأشخاص.
أحترم شخصك الكريم أستاذ عادل، وفكرك، وقلمك. والإختلاف معك في بعض الأفكار والأراء يثري النقاش.
دمت بألف خير.
لقراءة مقال علي عبدالله صالح للأستاذ عادل الأحمدي اضغط هنا
عناوين ذات صلة: