لسنا زيوداً ولسنا شوافع
حافظ مطير يكتب: لسنا زيوداً ولسنا شوافع
عملت الإمامة الهاشمية طيلة اثني عشر قرناً على تقسيم اليمنيين بين فخذين من فخوذ بني هاشم، وجردتهم من الانتماء لذاتهم ووطنهم وحضارتهم وتاريخهم وغيبتهم عن هويتهم التغييب التام حتى إن اليمني صار ينتمي لأحد فخوذ بني هاشم كزيدي نسبة إلى زيد بن علي، أو شافعي نسبة إلى محمد بن إدريس الشافعي.
لقد أوجدت الإمامة الانقسام اليمني، وجعلت اليمني يتعصب لها دون أن يدرك جراء التوهان والتخبط في الانتماء الذي فرضته وقسمت اليمن جغرافياً على أساسه، فصار تائها ما بين الانتماء إلى فخوذ بني هاشم ولليمن كأرض وحضارة وتاريخ، متخذة من الإيديولوجيات العلوية منطلقاً لتفكيك المجتمع وتقسيمه أرضاً وإنسانا ليكون جزءا منه يُنعت بالزيدي والجزء الآخر بالشافعي، فيما اليمن تضيع وتقتل وتدمر وتمزق بينهما.
لقد جعل السلاليون من أيديولوجياتهم ومذاهبهم مصدرا للانقسام وضرب اليمني ببعضه ليتسيدوا عليه بالكهنوت، والذي لا زال السلاليون يسوقون خرافتهم ويحاولون تغييب الوعي اليمني، رغم أننا في عصر النهضة المعلوماتية والفكرية والتي لا تقبل الدجل ولا الخرافة.
لذا نقول لهم لسنا زيودا ولسنا شوافع، فنحن يمنيون أحفاد الملوك التبابعة، ننتمي إلى اليمن، إلى حضارتها وتاريخها. ونحن مسلمون وكفى، ولا ديانة لنا غير الإسلام. نحن موحدون ولا يمكن أن نعبد الأصنام الهاشمية أو غيرها.
لقد حولوا الإسلام إلى وثنية هاشمية، وحولوا البشر من عبادة رب العباد إلى عبادة بني هاشم وذلك ما يتخالف مع الإسلام جملة وتفصيلاً، الإسلام الذي يدعو إلى عبادة الله وحده دون إشراك أحد.
لقد نقلوا الوثنية من وثنية الأصنام إلى وثنية الأشخاص حتى إن كل سلالي جعل من نفسه وثناً يعبد من دون الله.
مسلمون يمنيون وكفى، ولسنا زيوداً ولا وشوافع، وأنتم الزيود والشوافع لأن زيد بن علي جدكم ومحمد بن إدريس الشافعي جدكم، وإن كان لي أن أنتسب فإلى جدي التبع الذي قال تع إلى فيه (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ)، وإلى اليمن الطيبة التي قال تع إلى فيها (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ)، ولا يمكن أن تنسبونا إلى أجدادكم وتجردونا من هويتنا وانتسابنا لأجدادنا وأرضنا وحضارتنا وتاريخنا المجيد.
اليمن موطن التوحيد منذ الأزل، ولا يمكن أن تجعل منكم أوثاناً لتمزيقها بعد أن حُطمت الأصنام في العقود الأولى من الإسلام.
عناوين ذات صلة: