نجاد ومهمة إطفاء حرائق إيران بالمنطقة
محمد أنعم يكتب حول: نجاد ومهمة إطفاء حرائق إيران بالمنطقة
ان يتقدم طرف إيراني بحجم الرئيس السابق احمدي نجاد بطلب القيام بمهمة فريق إطفاء الحرائق التي اشعلها النظام الإيراني (في اليمن تحديداً) وبالمنطقة بشكل عام، طلب مثير للاستغراب ولا يبعث على الاطمئنان، برغم ما تضمنه من مواقف جديدة وتلميحات برفض (تصدير الثورة)..
ثمة نقاط مهمة في هذه الرسالة يجب التوقف امامها ومن أبرزها:
-ان نشر موقع (العربية نت) لخبر رسالة الرئيس الإيراني السابق احمدي نجاد التي وجهها إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تشير إلى شفافية السعودية وحرصها على انهاء الحرب في اليمن والتعامل بمرونة حتى مع الإيرانيين برغم انهم هم من بيدهم قرار انهاء الحرب وليس الحوثيين.
-توقيت هذه المبادرة، يكشف عن محاولة إيرانية استباقية لخلط الأوراق قبل انجاز الاتفاق المزمع بين أطراف الشرعية اليمنية بخصوص تطبيق اتفاق الرياض، والذي فيما لو كتب له النجاح سيمثل نقطة تحول كبيرة في مسار الحرب ضد ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا.
-تزامن تحرك نجاد مع ما تعيشه إيران من أوضاع اقتصادية حرجة بسبب دورها القذر في المنطقة وما تواجهه من حصار على صادراتها النفطية، إضافة إلى ضغوطات عالمية لتمديد قرار حظر تصدير الأسلحة، واخطر هذه التداعيات تتمثل بتزايد تعرض منشاءات عسكرية حساسة لانفجارات تبين مدى الضعف الذي وصل اليه النظام الإيراني.
-حدد الرئيس الإيراني السابق اطراف الصراع في اليمن كما جاء برسالته ورغبته بالوساطة ((عبر لجنة "تضم عددا من الشخصيات الموثوقة عالمياً" لإجراء محادثات مع الطرفين المتخاصمين في اليمن بهدف إنهاء الأزمة). ويتضح من سياق النص ان الطرفين المتخاصمين في اليمن هما الشرعية والحوثيين ولم يحشر نجاد السعودية كطرف كما يتعمد ذلك المدعو عبد الملك الحوثي لتضليل السذج من اتباعه.
-يفهم من رسالة نجاد ان المبادرة التي تقدم بها جاءت بإيعاز من النظام الإيراني، وإلا لكان وجه رسالة مماثلة للمدعو عبدالملك الحوثي على سبيل اظهار حيادية وساطته، لكن طهران كعادتها تتصرف كما تقتضي مصلحتها ولا ترجع إلى ادواتها.
-يعترف نجاد في رسالته بأن الحرب في اليمن، سببها التنافسات والتدخلات الإقليمية وغير الإقليمية.. وهذا اعتراف واضح بتورط إيران في اشعال هذه الحرب الاجرامية عبر ادواتها الحوثيين.
-والشيء الاخر اللافت ان أحمدي نجاد المتشدد وأبرز من شاركوا في اقتحام السفارة الأمريكية واحتجاز الرهائن الأمريكيين اليوم يعتبر في رسالته (إن هذه الحرب أدت إلى تشديد المنافسة والمعاداة وابتعاد دول المنطقة وشعوبها عن التعاون البنّاء، وأدت إلى تدهور الأمن العام).
طرح كهذا يتعارض مع ثوابت النظام الإيراني الذي يؤكد على (تصدير الثورة) وهذا يجعلنا مطالبين بفهم هذا المتغير.. وهل هو بداية لإعلان رفض مبدأ تصدير الثورة.. ام انه يندرج ضمن (التقية) لإنقاذ النظام الخميني الذي يقف وراء تأجيج الصراع المذهبي ويشرعن رسميا وبصورة علنية لتصدير الثورة في استهداف واضح لأمن واستقرار دول المنطقة.
-لم تتضمن الرسالة أي مؤشر لرؤية دور لجنة الوساطة، ومن هي هذه اللجنة المحايدة، وهل ستكون بديلة للمبعوث الدولي إلى اليمن. لكن يتضح من مضمون الرسالة ان نجاد تحدث عن اهدار موارد شعوب المنطقة في الصراعات.. والتكاليف الباهضة للحرب.. وكأنه يتحدث عن اوجاع إيران وخسائرها أكثر.. يعني انه يبحث عن وسيلة لاخراج بلاده من المستنقع الذي غرقت فيه باليمن والعراق ولبنان وسوريا.
-وعلى الرغم من ان رسالة نجاد لم تنشر نصا لكن يبدو انها حملت لغة جديدة في الخطاب السياسي والديني الإيراني حيث نجد انه يتكلم عن ان ((المصالح الحقيقية لكل شعب تكمن في الحفاظ على الكرامة الإنسانية وتعزيز السلام والعدالة والحرية والمحبة والتعاون الودي والبناء.....)).
-لا يستبعد ان احمدي نجاد بهذه الرسالة وبهذا التحرك والطرح الجديد يبحث عن دور مستقبلي له من خلال الهروب إلى الامام، ولكن للأسف يتحرك بعقلية علي خامنئي.
لهذا لا يمكن للعقلاء ان يراهنوا على نجاد ومن على شاكلة الإرهابي سليماني على انهاء الحرب في اليمن، طالما وهؤلاء هم من يشعلون نيران الفرس ليس في اليمن فحسب وانما في دول المنطقة.
عناوين ذات صلة: