خرافات الإمامة ورسالة الدكتوراة!
د. أروى الخطابي تكتب: خرافات الإمامة ورسالة الدكتوراة!
منذ وطأت قدما الزيدية في اليمن وهي تعامله وفق قاعدتين رئيستين: أرض للمدد العسكري وأرض للجباية.
ولكي تتمكن من تطبيق هاتين القاعدتين عمدت إلى قاعدتين أخريين هما اعتماد الجهل والخرافات.
من يقرا تاريخ اليمن، بل ومن يعيش في اليمن اليوم وهو يحمل في عقله قليلا من التنوير، سوف يعرف تماما حجم الكارثة، أي الجهل والخرافات التى تحشو بها الهاشمية عقول اليمنيين.
أثناء كتابة الدكتوراة، والتى كانت بعنوان "النظم المالية للأئمة في اليمن من ١٩١٨ إلى ١٩٦٢"؛ وجدت في المصادر خرافات كثيرة استعملها الأئمة لإجبار الناس على دفع الجبايات الثقيلة لهم.
كان عدد الخرافات كثيرا وملفتا جدا. ولذلك قررت أكتب عنها في أحد فصول دراستي. وعندما أرسلت هذا الفصل للبرفسورة، علّقت على هذا الجزء بقولها "انتراسنت" أي ملفت للانتباه، أي مهم. ولم تقل احذفيه أو غيريه.
وفعلا ضمنته رسالتي. وهو يصف أنهم أي الأئمة، نشروا الخرافة بين الناس البسطاء؛ فمن يحترق زرعه يتم النشر بين الناس أنه لم يؤدِ الزكاة المطلوبة! ومن تمُتْ حيواناتُه يوهموه أنه خالف وعصى الإمام ولم يصدُق في عدد حيوناته حق الزكاة! ومن اعترض على الزكاة ونام وجاءه كابوس في نومه يذهب إلى فقيه المسجد يفسر حلمه فيخبره المفسر أنه كان معترضاً على زكاة الله!
وجدت حوادث كثيرة وكوارث متعددة رُبطت بطاعة الإمام، وكلها تستغل جهل اليمنيين وفقرهم وجوعهم ليكونوا جنوداً جائعة وحافية عند الإمام، أو أدوات إنتاج تعمل له ولأسرته.
وفي الأخير اتضح لي أنه لم يقم بالثورة ضده إلا من خرجوا إلى خارج اليمن، ابتداء من البعثة الأولى للعراق بقيادة الخالد محيي الدين العنسي، مرورا بالثلايا والزبيري. لم ولن يقبل بالعبودية أو الخرافة من اكتشف الحقيقة وعرف السر.
الصراع طويل ومرير، ولكنه هذا المرة فعلاً قضية نكون أو لا نكون.