حائط البردوني المبارك
محمد القعود يكتب عن حائط شاعر اليمن البردوني المبارك
هذا الجزء من حائط بيت الشاعر العظيم عبدالله البردوني ينتمي لطين اليمن الطاهر. ومنه بني بيت البردوني، وعليه اتكأ الشاعر الكبير، وتحته وبين دفئه وحنانه كتب شاعر الإنسانية الأكبر البردوني الكثير من أعماله الشعرية والثقافية، وتنفس أنفاسه وحلقت أفكاره وتلقى هذا الحائط صدى وجلجلت ضحكات البردوني، وأصغى إلى أحاديثه.
تحت هذا الحائط المبارك كان يلوذ البردوني ويسارره بما يعتلج في أعماقه وما يجول في أفكاره. كما كان الأنيس القريب والصديق الوفي والدائم للبردوني الذي لم يخذله أبداً، وكان له السند والمعتمد كلما استند إليه الشاعر العظيم في لحظات تأمله أو لحظات تدفقه بإشراقه قصيدة جديدة أو تدفقه كتابة مبهجة.
هذا الحائط المبارك، بقية طاهرة من سيرة حية لإنسان نادرٍ ومبدعٍ كوني متفرد واستثنائي في تاريخ هذا الكوكب الأرضي ولن يجود الزمان بمثله مدى ألف سنة قادمة إلا متى أراد الله.
هذا الحائط الذي ارتمى ونام على أشلاء وأنقاض بيت البردوني -الذي انهار نتيجة الإهمال والأمطار خلال الأيام الماضية بصنعاء- هو أحنُّ وأرقُّ وأرحمُ من قلوب الكثير من البشر والأهل والناس في هذه البلاد المنكوبة في كل شيء.
لهذا الحائط المبارك والعاطر أسررت له بوجعي، وتشرفت بتقبيله ولثمه؛ لأنه وتنفست من خلاله رائحة البردوني العظيم عليه السلام.
عناوين ذات صلة: