أبوراس يقدم القرابين لآلهة الموت والدمار
د. عادل الشجاع يكتب حول: أبوراس يقدم القرابين لآلهة الموت والدمار
هل رأى أبوراس هؤلاء الأطفال الذين في هذه الصورة؟ وهل علم أن هذه الصورة في جامع الصالح؟ وهل يعلم أن هؤلاء الأطفال يتم إرسالهم إلى جبهات القتال؟ الإجابة نعم، يعلم كل ذلك.
ولو لم يكن يعلم ذلك لما قال: إن هناك من يقتات على دماء وأشلاء الأطفال والنساء من اليمنيين الذين تقتلهم دول العدوان، فقد فقد كل الأحاسيس والمشاعر الإنسانية، وإلا لوقف أمام هذه الصورة ملياً ولأدرك أنه لا يوجد عدوان أشد وأقسى من تفخيخ المستقبل وتلغيمه بهؤلاء الأطفال الذين أصبحوا خاضعين لأصناف متنوعة من الأذى والعنف الجسدي والجنسي وأن عملية إعادة دمجهم في المجتمع أمر بالغ التعقيد والصعوبة، بل وسيشكلون تعقيدا مستقبليا سيحمل في ثناياه أخطارا اجتماعية كثيرة.
هؤلاء الأطفال فقدوا براءتهم وإلى الأبد، والذين يتحالفون مع الحوثي هم شركاء في جعل هؤلاء الابرياء مشروعاً للقتل والإرهاب المستقبلي، شركاء في حشو رؤوسهم وتلقينهم الأفكار المتطرفة، ليجعلوا منهم جيلاً منعدم الولاء ومنقطع الصلة بأي قيم أو أخلاقيات، وبالرغم من كل ذلك مازال أبو راس يخدع نفسه اعتقادا منه أنه يخدع الآخرين بأن الحوثي يدافع عن الوطن.
نحن أمام إشكالية تتعلق بهوس رجل أعاده الله من الموت ليكفر عن سيئاته الوطنية، لكنه يصر على ربط نفسه بجماعة إرهابية تصر على جعل الأطفال يدفعون ثمن جرائمها، ويصر على تكريس وجود الحوثي وكانه قدر الشعب اليمني، ويشجعه على ممارساته الإرهابية، وكأنه لا يريد لهذه الحرب أن تنتهي، لأنه سيتعرض للبطالة إذا انتهت الحرب ويفقد منصبه كرئيس للحزب، لأن الحزب الذي يدعي تمثيله حزب جمهوري يتعارض مع الكهنوت الذي يعمل لصالحه أبو راس ومن تحوث معه.
دعوني أذكّر أبو راس والمتحوثين معه بخطاب رئيس المؤتمر الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح عام 2005، أمام العلماء حين دعاهم إلى التمسك بالجمهورية وأهدافها، وكشف لهم المؤامرة التي يحيكها الحوثي للجمهورية والجمهوريين، وأذكره كيف تعامل الزعيم مع هؤلاء الشواذ الذين يتحالف معهم اليوم ويصر على أنهم يواجهوا العدوان، فقد أكرمهم ودفع لهم مرتبات واعتمادات ومع ذلك أصروا على مواصلة الحرب حتى أوصلوا البلد إلى ما وصلت إليه.
المشكلة لا تكمن في عصابة الحوثي الإرهابية، لكن المشكلة في المتحوثين الذين يقدمون الشعب اليمني قربانا لهذه العصابة.
يصر أبو راس على تحويل المؤتمر إلى بيئة حاضنة للتطرف ومستودع سخي لتصدير المقاتلين تحت كذبة مقاومة العدوان، ليصبح المؤتمريون الحقيقيون المتمسكون بالاعتدال ضحية لمطاردة الحوثي والزج بهم في السجون، وعلى المؤتمريين أن يبحثوا عن إجابة سؤال مشروع وهو، مامدى مسؤلية المؤتمر عما يفعله أبو راس ومن معه من المتحوثين باسم المؤتمر في صنعاء؟
لقد وضعوا المؤتمر في خطر، بسبب ممارستهم لتفكيكه، وحاصروه بالنفوذ الحوثي واختبأوا خلف وهم مقاومة العدوان في حين أن العدوان الحقيقي هو الذي تمرد على الدولة في ٢٠٠٤، وهو الذي أعلن الحرب على اليمن واليمنيين ويعمل على تجنيد الأطفال وتحويلهم إلى قنابل موقوتة والزج بهم في حروبه الطائفية، فهو يقوم بصناعة دقيقة ومعقدة للأطفال، صناعة عقائدية مؤدلجة ومبرمجة وتجريعهم سمومه العنصرية بمساعدة هؤلاء المتحوثين الذين يتحدثون باسم المؤتمر.
نحن أمام نكبة إنسانية مؤلمة في بلد جعلت عصابة الحوثي القتل فيه بدون هدف وكأنه لذة شيطانية لبشر فقدوا إنسانيتهم وحولوا اليمن إلى جحيم لا يطاق، وأرض للموت بكل وجوهه البشعة، وبعد كل هذا أبو راس ومن معه ممن باعوا المؤتمر يعدون للاحتفال بمناسبة تأسيس المؤتمر وهم في الحقيقة يحتفلون بإسقاط الحوثي للجمهورية، وما احتفاله بيوم الولاية في عيد الغدر إلا خير دليل على ذلك.
على كل مؤتمري مؤمن بالمؤتمر كمشروع جمهوري وحامل سياسي لها، أن يتأمل الصورة، ويتأمل موقع الصورة، ليدرك أن التجنيد وغسيل الأدمغة تتم في في جامع الصالح ومنه يتم تفخيخ المستقبل بالطائفية والعنصرية.
أشرف لهؤلاء المتحوثين إن بقي لهم شرف، أن يختموا حياتهم بشيء يتركوه للتاريخ يحكي عنهم بعزة بدلاً من أن يجعلوا من أنفسهم عبيداً لعبيد إيران.
صورة الأطفال والمكان تبعث الحياة في الحجر، فهل ستدب الحياة في هؤلاء المتحوثين؟
عناوين ذات صلة: