بالشباب يعود لعدن الثقافة دورها الريادي
سعيد المحثوثي يكتب: بالشباب يعود لعدن الثقافة دورها الريادي
بكل ثورة فكرية وفي أي جو عامر بالرقي يرتكز نجاح كل هذا على دور الشباب وإبداعاتهم في الدفع بالوسط الثقافي للنجاح والتقدم خطوة بخطوة، وكما كان البنيان يبدأ من الأساس والقواعد ثم ما علا حتى السقف وما حوله، فإن دور الشباب وقد كان غرسا يشبه ما ذكرناه سابقا.
وقد لعب الشباب دورا محوريا كبيرا في إبراز الثقافة والإبداع في مرحلة التقدم التي عاشها الجنوب سابقا، حتى باتت عدن محط أنظار الكثير من رموز الأدب العربي البارزين، فذهب إليها شاعر فلسطين الشهير محمود درويش، وسار إليها عملاق الشعر العربي محمد مهدي الجواهري زحافا من الثلوج حين قال:
من موطن الثلج زحافا إلى عدن
خبت بي الريح في مهر بلا رسن
فكتبت فيها القصائد، وأطلقت نحوها المواويل، وقيل في عدن وعصر نهضتها الجميل ما قيل...
ولما كان دوام الحال من المحال، فقد آل الوضع الثقافي الذي كانت عدن تتزين به إلى ما لا يخفى على عين، ولا يغيب عن مشاهد ومتابع ومحب... ولكن كيف نعيد جمال هذه الجميلة الرائعة، وكل الجنوب الجميل صاحب التاريخ الثقافي المميز الذي عرفه به كل إخوتنا العرب؟
لا بد -بتوفيق الله- من حضور الشباب، وبث روح الثقافة في قلوب كل أصحاب المواهب، ورؤوس الأقلام ووجوه الإبداع، حتى تبدأ رحلة الألف ميل لاستعادة ما راح، أو لصناعة عصر ثقافي حضاري متميز يعيد لعدن ماضيها ووجهها الثقافي الجميل.