هدر "الاستعادة" جنايات في كاهل اليمن والمستقبل
أمين الوائلي يكتب: هدر "الاستعادة" جنايات في كاهل اليمن والمستقبل
لا يمكن تقدير أو إجمال الخسائر التي منيت وتمنى بها اليمن بلادا وشعبا ودولة، في ظل الانقلاب وتأخر وعد الإياب والإفلات من قبضة الانتكاسة التاريخية المريرة؛ ومهما استرسلنا في الحصر والإحصاء والاستقصاء، في شتى المجالات وعلى مختلف المستويات،.
لكن هذه الخسائر التي لا تحصى ولا تقدر، تعادلها بل وتزيد عليها الخسائر اليومية المكتسبة والمترتبة على انفراد الحوثيين كل هذا الوقت بالتربية والتعليم ووجود شخص مثل يحيى الحوثي على رأس قيادة وإدارة هذا القطاع.
يمكن تلخيص أو إيجاز كافة معارك اليمن الجمهوري مع مليشيا الحوثي في معركة واحدة وكبيرة بجانب معركة ثانية أكبر تعنى بالعملية التعليمية وانفراد هؤلاء بملايين الطلاب يغطون كافة المستويات العمرية وعبر مدى زمني متراكم لأزيد من خمسة أعوام حتى الآن.
كل المعارك والخسائر تعمل في حاضر الناس إلا أن المعركة الأسوأ والأخطر هي التي تشتغل على الوعي والتنشئة الأولى وفي المستقبل.
إن خطايا تطاول الأمد واستطالة طريق العودة والنكوص المتراكب المتراكم عن إنجاز هدف الاستعادة لا تغتفر. لكن الخطايا نفسها مضاعفة والجرم يفوق الاحتساب والاحتمال قياسا إلى خطورة وخطيئة إتاحة كل هذا الوقت للإنفراد بالأجيال والاستثمار في العقول الطرية والنفوس اللينة والتسرطن طويل المدى في مستقبل البلاد وفي المستقبل.
إن إضاعة وتبديد جهود الاستعادة دون العودة، وهي خسائر جانبية أكثر إيلاما واستنزافا لمعنويات ومقدرات اليمنيين واليمن، تتوغل بيد الخطيئة والجناية أعواما في مدى القادم وأجيالا في مدار المستقبل.
إننا لا نكتفي بخذلان أطفالنا وأولادنا وبلادنا خلال كل ما حدث ويحدث، بل نتوسع في تعبئة وتعميم الخذلان -في الحال- إلى المستقبل وتلك خسائر لا تريدون رؤيتها.