آراء

قنبلة التلوث الحوثي في البحر الأحمر

د. فاروق ثابت يكتب حول: قنبلة التلوث الحوثي في البحر الأحمر


بينما كان الجليد في نهاية ذوبانه مطلع الشهر الماضي في شمال سيبيريا كان أحد الموظفين يضغط زر جهاز الإنذار بأن خطبا ما حصل، لكن شركة الطاقة الروسية لم تتنبه إلا وقد وقع الفأس في الرأس، فخزان الوقود العملاق اتلف تماما وتسرب المخزون بنسبة كبيرة باتجاه النهر.

تحرك الروس مرعوبين بمجرد علمهم بالأمر، غير أن الوقت لم يسعفهم في تلافي الكارثة التي التهم فيها زيت الديزل نهر "امبارنايا" عن بكرة أبيه محولاً إياه إلى بحيرة من لون الدم.

روسيا أعلنت حالة الطوارئ عالي المستوى وبمتابعة شخصية من الرئيس بوتين الذي وجه بسرعة تتظيف النهر وإزالة الديزل حفاظاً على البيئة وكلف ذلك كثيراً من الجهد والمال والوقت والخسائر بينها اعطاب الحياة لكائنات النهر، وتعطيل الصيد والتنقل، وهجرة الطيور، وموت الحزام الاخضر على الضفاف، ف21 الف برميل ديزل فقط كانت كفيلة لعمل كل ذلك وفي مسافة تقدر فقط بعشرة كيلو مترات.

في اليمن مليون ونصف المليون برميل من النفط الخام بإمكانها أن تنهي الحياة البحرية في البحر الأحمر كافة بشكل نهائي ولعقود طويلة وبإمكان ذلك بالتأكيد أن يمتد إلى البحر العربي وقناة السويس والبحر المتوسط.

خزان عائم عملاق يتهدد بيئتنا وصحتنا والحياة البحرية دون أن يلتفت لذلك أحد.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى