إرهابيون متميّزون!
أحمد ردمان يكتب حول: إرهابيون متميّزون!
تعارفت البشرية على قيم إنسانية نالت إجماع الأسوياء بمختلف دياناتهم، كما تعارف العالم على مهددات تلك القيم وعدّها من الإرهاب.. إلا أن ازدواجية المعايير في المنظمات الدولية التي يسيطر عليها الكبار قد تعاملت بانتقائية مع بعض الجماعات الإرهابية نظير تقديمها لبعض الخدمات، ولعل الحوثية في اليمن قد تم تدليلها بشكل استثنائي نظرا للخدمات الاستثنائية التي تقدمها لمصلحة الأوصياء الدوليين من قبل الأوصياء "المطهرين" والذين يشكلون مادة ابتزاز للجيران، ومعول هدم لقيم العروبة والإسلام.
إن الحوثية بالمعايير العالمية للإرهاب تمثل ذروة سنامه، وبالمقاييس الإنسانية فإن كهنة الإمامة يتصدرون مشاهد انتهاك قيمها، وبالشرائع السماوية فإنهم عناوين التهديد لكل عقيدة وشريعة لا تتفق مع شذوشهم الديني، وبالعرف القبلي فإن السلالة الدعيّة تعد أكبر خطر يتهدد القبيلة وقيمها وبنيها.
ولعل وقائع حاضر الإمامة الحوثية يسندها رصيد التجربة الإرهابي بحق اليمنيين منذ قرون؛ إذ تلمُّظ السلالة بدماء اليمنيين أضحى محط فخر يتغنى به شعراؤهم بالقول:
فلأضربن قبيلة بقبيلة
ولأملأن ديارهن نياحا
وبشأن ارهابهم الاقتصادي فإنه وبعد كل انتصار سلالي على اليمنيين تتحول الأراضي العشرية إلى أراضٍ خراجية ليعبّر أحد أساطينهم وهو يتكلم عن أموال اليمنيين بالقول: أخشى أن يسألني الله لمَ أبقيت لهم بعض أموالهم!
ولمن يريد دليلا من شرائعهم فإن شريعة الخمس التي أعلن عنها الحوثي فيها البيان الشافي، ولكل متردد عن الشريعة المانحة للسلالة أموال اليمنيين فإن في السيف الدواء.
إن خلو صنعاء وأخواتها من أي صحيفة لا تعبر عن الإمامة، أو قناة لا تعترف بهم، أو منبر يناقض توجهاتهم، أو قلم ينتقد أفعالهم، في كل ذلك دلالة على حجم إرهابهم الفكري لكل مرزوء بسيطرتهم.
إن الإرهاب لدى الإمامة قديما وحديثا يُعدّ عقيدة راسخة لا يمكنهم التردد عنها إذ في ترددهم ردّة دينية بحسب ما يعتقدون، ولعل ما يميّز إرهاب الجماعة الحوثية أنه إرهاب متعدد الاتجاهات شامل المجالات، فمفاهيم الحقوق في عرفهم مفقودة، وقضية العدالة في شرعهم ممقوتة، ودماء المخالفين لهم مباحة وفق عقيدتهم التي يرون من خلالها معارضيهم كفّار تأويل.
إن إرهاب الدواعش يُعدّ تلميذا غبيّا في مدرسة الإرهاب الإمامية المتميزة بالعمق والشمول، ولعل وسْمهم لخصومهم بالدواعش يعبّر عنه المثل العربي القائل "رمتني بدائها وانسلّت".
في ظل كل هذه الموازين المختلة فإن الجيش الوطني وبمساندة القبائل الأبية قد تكفّلوا بتصحيح المسار، وحملوا على عاتقهم تأديب الارهاب أيّا كان اسمه، وستسمر معركتهم حتى استعادة الدولة الشرعية التي ستختفي في وجودها كل أنشطة الارهاب وتتلاشى كافة الكيانات الارهابية لتحيا اليمن ودول الجوار في أمن وسلام.
* صحيفة 26 سبتمبر