المد الفارسي بين الأمس واليوم!
أحمد إبراهيم المسودي يكتب: المد الفارسي بين الأمس واليوم!
يظن البعض أن الطمع الفارسي في بلاد العرب وليد العصر الحاضر.
والحقيقة التاريخية تقول أن العداء الفارسي والأطماع الاستعمارية قديمة قدم التاريخ.
فكلنا يعرف تفاصيل معركة ذي قار واستهزاء الفرس بالعرب والدرس المرير الذي تلقاه الفرس على يد العرب في معركة غير متكافئة من حيث العدة والعتاد، ومن منا لا يذكر غدر الفرس بالملك اليماني سيف بن ذي يزن عندما استنجد بهم لطرد الأحباش، فلما رأوا أن الفرصة مواتية لضم اليمن إلى ملك ساسان قتلوا الملك اليماني وجثموا على صدر اليمن وأهله مدة من الزمن.
بُلِي العرب للأسف بجار سوء لم يتوقف عن كيل طعنات الخيانة والغدر لخاصرة العرب والإسلام، فسقوط دولة بني أمية كان بفعل الفرس وراياتهم السود التي أتت من خراسان وقضت على خلافة بني أمية ونصّبت بني العباس على عرش الخلافة، وكانوا في أغلب فترات الدولة العباسية هم المتحكمون بالقرار السياسي والثروات الاقتصادية الهائلة.
وها هو نفس السيناريو الأمس يتكرر اليوم فبدلاً من الرايات السود بلينا بالعمائم السود التي عاثت في الأرض فساداً، وأهلكت الحرث والنسل، تلكم العمائم العفنة دمرت العراق وحولته إلى بلد يقبع في ذيل قائمة التقدم والازدهار والتحضر، وجعلت لبنان في رأس قائمة الفساد والتخلف والانحطاط، وحولت اليمن من يمن سعيد وبلدة طيبة إلى بلد حزين يعاني الجوع والعوز والجهل طحنت رحى الحرب أحلامه وآماله، وأما سوريا فحدث ولا حرج فقد أحالته العمامة السوداء الخبيثة إلى بلد يعيش في العصر الحجري وتحولت مدنه إلى ركام يسكنها الأشباح.
نعم هذه هي حقيقة الأيديولوجيا الفارسية هدفها هو إعادة بناء الامبراطورية الفارسية على أنقاض بلاد العرب، والانتقام من العرب الذين هدموا مجد كسرى ونشروا نور الإسلام شرقاً وغرباً، لكن سبل تحقيق هذا الهدف وطرق تحقيقه تختلف باختلاف الزمان والمكان، وخطتهم اليوم هي تدمير المنطقة العربية بأيدي العرب أنفسهم ونجحت هذه الخطة نسبياً للأسف حين وجد الفرس مطايا مطيعة لهم من العرب، الحشد الشعبي في العراق، وحزب الله في لبنان، والحوثي في اليمن،
لكن التاريخ دائماً ينتصر للحق وستتحطم أحلام فارس على أسوار اليمن والعراق ولبنان، وسنرى قادسية وقادسية تدك أطماع الفرس وتكسر شوكتهم، وإن غداً لناظره قريب.!
عناوين ذات صلة: