اهتمامات

مأرب: قادسية القرن الحادي والعشرين

باسل جباري يكتب حول مأرب: قادسية القرن الحادي والعشرين


يتقاطر فرسان مأرب ويسندهم أقيال اليمن من كل المحافظات. يحضر القردعي وقيس بن مكشوح المرادي وعمرو أبن معد يكرب الزبيدي. يحضر كل أبطال مأرب التاريخيين بوجوه جديدة. جمع هؤلاء الصناديد ما جمع أجدادهم سابقاً فأسسوا قادسية القرن الحادي والعشرين وأصبحوا عصا الجمهورية التي تلقف ما يأفك الظالمون.

يعرف رجال الجيش أن ما أخذ بالبندقية يسترد بالمدفعية، ومن احتل الأرض مغتصباً لن يتركها باتفاقية وورق بيد غريفيث وأمثاله من خبراء التجميل من يجملون وجه الحوثي ويتعاملون معه كدوله بينما لا فرق بينه وبين القاعدة وداعش.

تصلب القاعدة طبيباً في البيضاء، ويقنص حوثي طفلة في تعز. يظهر قائد التنظيم بجانبه رشاش، ويظهر محمد علي الحوثي في إحدى المقابلات وبجانبه رشاش. تصرخ القاعده الموت لأمريكا وتقتل اليمني، ويصرخ الحوثي الموت لأمريكا ويقتل اليمني أيضاً.

التطابق التام في الأفعال والأقوال وحتى الأشكال بين الحوثي والقاعدة وسلامهم فيما بينهم يثبت أنها حرب وكالات ومشهد يؤدي كل منهم دوره على أكمل وجه.

هذه المسرحية الدموية الممتعة للإرهاب المرعبة للناس، لن تنتهي إلا بوجود قوة جمهورية حقيقية على الأرض. هذه القوة تجلت في أفراد وقادة يقاتلون اليوم على أطراف مأرب والجوف وباقي الجبهات.

الكرة الأن في ملعب العسكريين في الداخل، من يسيطر منهم على الوضع ويرتب الصفوف ويدخل صنعاء، سيهتف باسمه الشجر والحجر، ستعانقه جبال اليمن وتقبل رأسه جبلاً جبلا.

الأمر ليس بتلك الصعوبة، فقد جاء الحوثي حافياً مهرولاً وتربع وسط صنعاء وأجبر الجميع على التعامل معه. وهرول غيره إلى عدن وتعامل الجميع معه وأصبح كلاهما رقما صعبا؛ فادخلوا صنعاء فلا تحتاج اليمن إلى حكومة بها 80 وزيرا، تحتاج قائدا واحدا فقط.

والحل قد جاء على لسان اللواء حسين العجي العواضي قبل أشهر، حين بعث رسالة للشيخ سلطان العرادة "المعركة على جغرافيتك وتحت سلطتك وبين قومك صناديد سبأ، ولديك من الرجال والإمكانيات في مأرب ما تستطيع أن تسطر به أنصع الصفحات. اليوم كرامة اليمنيين ومصير الجمهورية وعصارة تضحيات اليمنيين أمانة بين يديك، وكل الأبصار شاخصة إلى مأرب وإليك، وكل الآمال معقودة على مأرب وعليك، فإما أن تقتحمها أيها السلطان وتسطر لك ولمأرب ولليمن واليمنيين تاريخ عز ومجد وكرامة ومستقبل زاهر، وإما أن يُسَطِّر الأعداء عاراً ودماراً وشقاءً وبؤساً وظلماً وظلاماً..".

صدق العواضي وأصدق ونصح وأرشد، فلنحشد ولنتوجه صنعاء لا غيرها، فهذه هي النتيجه وهذا الختام وقد نستيطع فعلها اليوم فلتكن قبل أن لا نستطيع.

انسحب آلاف الجمهوريين المقاتلين من صنعاء عام 2014 ولم يحستبوها خيانة إنما تحرفًا لقتال، فخسرنا من أبطالنا أضعاف ما كنا سنخسر لو واجهنا تلك الآيام، فلا تأجلوا معارك اليوم فضريبتها ثقيلة جداً غداً. وما هجمات الحوثي على مأرب اليوم إلا تراكمات وضريبة تأجيل معارك لا تؤجل.

خلاصة القول اذا لم نحشد باتجاه صنعاء سيحشدون باتجاه مأرب، وإذا لم ننهيها نحن لن تنتهي وقد تزداد سوءا.

زر الذهاب إلى الأعلى