آراء

كتاب حسن الدعيس: في حضرة الكبار

يحيى الثلايا يكتب حول كتاب حسن الدعيس: في حضرة الكبار


حين تلقيت طلب الأستاذ العزيز عادل الأحمدي رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والاعلام، بالتوجيه للمعنيين في الهيئة العامة للكتاب لمنح هذا الكتاب رقم ايداع، وقعت يدي على كنز ثمين ووثيقة يمانية خالدة أطربتني وعشت معها لحظات نفيسة فكانت هذه الأسطر المتواضعة.

اعترف ابتداءً أنه من الصعب لمثلي أن يسطّر تقديما لمادة ووثيقة كهذه التي بين يديّ، فهي بموضوعها وأصحابها وتاريخها تستحق إجادة قد لا أحسنها.

الشيخ الفيلسوف والحكيم حسن الدعيس، الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المقالح، القاضي العظيم محمد بن علي الأكوع، المناضل والثائر محمد عبدالله الفسيل، ونشوان بن سعيد الحميري العظيم كعنوان لدار النشر، وبجوارهم العزيز عادل علي الاحمدي. أسماء كبيرة وعلامات فارقة ومنارات مضيئة في سماء اليمن الماضي والحاضر والمعاصر، وقد جمعهم الأستاذ عادل في كتيب واحد هو بحق وثيقة يمانية يجب أن يتشرّبها شباب اليوم ومناضلوه الذين هم بأمسّ الحاجة للاستنارة بأمثالها.

حين وقع نظري على اسم وصورة الشيخ حسن الدعيس، تذكرت حفيده الشهيد الخالد والاديب الأريب والبطل الشاب الاستثنائي المجاهد، خالد بن عبدالقادر بن عبدالله بن حسن الدعيس، رحمهم الله جميعا، وحين أقول إنني تذكرت خالداً فمعناه أنني أنعي أو أبكي بعضاً مني.

كان بيني وخالد الشهيد، صداقة وعلاقة خاصة ارتقت إلى مستوى أخوّة أشقاء رغم قصر فترتها، تفاصيل وأحلام كبيرة نسجناها فاستعجل ومضى لركب الشهداء يمانياً لا تعتلي هامته إلا السماء.

لا أؤمن بحكاية الاصطفاء والعائلات الممتازة دون غيرها، لكن عائلة وأسرة مثل آل الدعيس لا يمكن إلا أن تقف وقفة إعزاز حين تراهم يتناقلون التضحية والبساطة والابداع خمسة أجيال.

عرفت خالد بن عبدالقادر معرفة عن قرب في مدينة مارب وغيرها، وعرفت لفترة، والده البرلماني الراحل عبدالقادر بن عبدالله، وجمعتني به الأحداث في مدينة عدن، وسمعنا عن والدهم المناضل عبدالله بن حسن، وكل يماني حر سمع عن الشيخ الفيلسوف حسن الدعيس الأب الكبير الذي هو مادة هذا الكتاب سيرة وفكراً، ولعل القارئ يجد فيه ما يكشف أهمية استعادة سيرة الآباء الأُباة الذين شقوا لنا طريق النور والمجد.

لا يمكن إلا أن أقف - كأقل واجب - وقفة إعزاز وأتقدم بالتحية والعرفان للأستاذ الدكتور عبدالعزيز المقالح، أحد رواد التنوير والثقافة اليمنية الأصيلة في العهد الجمهوري، المناضل الوفي لجمهوريته وأمته، سائلاً الله أن يمنحه الصحة والعافية. والتحية معه أيضاً للأستاذ العزيز عادل الاحمدي الناشر ورئيس مركز نشوان لمبادرته هذه، والتي ليست الأولى، وطبعا بإذن الله ليست الأخيرة، عادل صاحب "الزهر والحجر" يعود مع الدعيس مجددا.

تاريخنا أمانة بأيدينا. ونحن اليوم أحوج ما نكون للتنقيب عن هذه الوثائق والصفحات النفيسة لنقدمها مصابيح نور وأدلة هدى تنير دربنا في مواجهة الإمامة الحاقدة التي نكبت شعبنا قروناً طوالا.

هي دعوة ونداء لكل الباحثين الزملاء. ظروف اليوم أفضل بكثير مما عاشه الآباء المؤسسون. ستخدمنا طفرة التقنية والاتصالات في أن نزيح الستار عن جواهر أمجادنا لتكون سلالم في طريق المجد اليماني المنشود.

رئيس الهيئة العامة للكتاب

زر الذهاب إلى الأعلى