آراء

الحوثيون وهيئة مكافحة الفساد

عادل الشجاع يكتب حول: الحوثيون وهيئة مكافحة الفساد


دب الخلاف داخل عصابة الحوثي الإرهابية حول تقاسم الأموال المنهوبة إلى حد يوحي بانفجار الوضع بينهم ربما يصل إلى حد التصفيات الجسدية، فقد تعالت أصوات البعض منهم تطالب بإلغاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، لسان حالهم يقول: لا نريد مكافحة الفساد، بل نريد حصتنا من الفساد. هذا الشعار يوحي بحجم الخلافات التي وصلت إليها عصابة الحوثي حول اقتسام المسروقات والمنهوبات، وهناك ضغوط كبيرة لإلغاء الهيئة.

فسادهم عم وأغرق البلاد والعباد وفاحت رائحته حتى خنق الناس واستحكم بهم أشد من فيروس كورونا، فهم يمارسون الجريمة المنظمة، فكيف للمجرم أن يحارب الجريمة، بالتأكيد لا يحارب الشفافية إلا من كان له فساد يخشى زواله، وهؤلاء الفساد بالنسبة لهم شريان حياة وتاريخهم ملطخ بالفساد.

لم يعد لدى القائمين على هذه العصابة ما يخشون ظهوره، فهم يمارسون السرقة بإخلاص ولم يعد لديهم ما يخشون منه أو يغالطون الناس به ولا يحتاجون إلى مكافحة الفساد ولو شكليا لأنهم رأس الفساد، فما جدوى أن تبقى هيئة مكافحة الفساد تحت سلطة الفساد ذاته، ولو أتيح لهذه الهيئة أن تعمل وفق القانون الذي أنشئت بموجبه لجعلت عبدالملك الحوثي أول من يحاسب على إرهابه وفساده.

في الحياة العامة يستخدم ملف الفساد لمواجهة الخصوم والتلويح بإحالة الملفات إلى الهيئات، لكن عند عصابة الحوثي الأمر مختلف فهي تجاهر بالفساد وتفاخر به لأنها الفساد ذاته، فقد تطاول القائمون عليها بالبنيان، وبنوا العقارات وراكموا الثروات على حساب لقمة عيش المغلوبين على أمرهم وخاصة أولئك الذين اتخذوا منهم حطبا لحربهم وصاروا بفضل تضحياتهم يطغون في البلاد ويكثرون فيها الفساد.

جندوا مقاتليهم من أبناء الفقراء ليبنوا ثرواتهم من دماء هؤلاء، فجميع اللجان الثورية متورطون في الشبكة الإجرامية التي توفر الدعم المالي لهذه العصابة، والبعض منهم متورطون في مشاريع إجرامية شنيعة بما في ذلك الإتجار بالجنس والبشر.

لقد جمعوا أموال طائلة استحوذوا عليها من حق الشعب اليمني تبلغ المليارات، لو وزعت على اليمنيين لأحدثت تغيرا واضحا في حياتهم.

لهذا أرادوا أن يغلقوا الهيئة لكي ينشروا غسيلهم القذر الذي يمثل عفنا داخل هذه العصابة، فما الذي يجعلها تواجه الفساد وهي التي اعتدت على الشعب اليمني واستدعت العدوان الخارجي عليه وجعلت من نفسها وصية على البلد، فهي التي تقرر الحرب وهي التي تحدد السلام، فإذا كانت هذه العصابة قد تخلصت من مشروع الدولة ودمرت مؤسساتها، فكيف لا تتخلص من الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.

بعيدا عن الضحك على الناس وبعيدا عن الشعارات الكاذبة من نوع مواجهة العدوان لا تستطيع هذه العصابة إعطاء درس لأحد في الشفافية ولا في مكافحة الفساد، لهذا كان لابد من التواصي بالتخلص من هذا الكيان، فهذه العصابة لديها خوف من أي عمل مؤسسي خوفا من أن تستعيد الدولة عافيتها يوما ما.

في الأخير إن قضية الفساد قضية مرتبطة بقضايا أخرى؛ فجريمة حرمان الموظفين من مرتباتهم جريمة من النوع الذي لا يغتفر وليس هناك ما يوازي جريمة القضاء على مشروع الدولة وليس هناك جريمة أكبر من العمالة لإيران وتجاوز السيادة اليمنية. ليس الفساد قضية بسيطة، لكنه يبقى نقطة في بحر جرائم هذه العصابة التي أوصلت اليمن إلى الحضيض.

أغبى مافيا على وجه الأرض هي مافيا الحوثي، يمكن للمرء أن يكون لصا ومع ذلك ذكيا إلى حد ما، غير أن هؤلاء أغبياء إلى حد كبير، وفي الأخير من يتحالف مع هذه العصابة فهو يتحالف مع مافيا وإذا لم يفهم ذلك، فهو يلطخ نفسه بالفساد والإجرام ويصبح مثله مثل الحوثي مع الفارق أن الحوثي ينهب البلاد والمتحالف معه يوفر له الغطاء القانوني لهذا النهب.

زر الذهاب إلى الأعلى