تقارير ووثائق

ذاكرة أيلول: اللواء عبدالواحد الدعام.. الثبات والتضحية

بروفايل في العيد الوطني الـ58 لثورة سبتمبر في اليمن - ذاكرة أيلول: اللواء عبدالواحد الدعام.. الثبات والتضحية


الشيخ اللواء عبدالواحد الدعام من مواليد ١٩٣٦ قرية الكتبة مديرية الرضمة محافظة إب، تلقى تعليمه الأول في كتّاب القرية.

سافر إلى الحبشة في سن مبكرة فزادت معارفه وتطلعه لوطن يسود فيه العدل والمساواة، فلم يكن راضيا عن الأحوال التي تعيشها اليمن وكان يعبر عن ذلك قبل سفره للغربة، ومن الصدف التي يذكرها الشيخ الدعام، هو وجود الأخوين مطهر الإرياني وعبدالكريم الإرياني على نفس السفينة التي أقلته لميناء مصوع وكانا متجهين للقاهرة، فقد كان اليمن في ذلك الوقت يخسر معظم طاقاته ولا يستغلها، بسبب وجود حكم متخلف غاشم.

عاد الشيخ الدعام إلى اليمن وتزوج وظل هاجس التغيير يراوده في حله وترحاله، سافر بعدها إلى قطر وكان ممن أسهم في تشكيل نواة الجيش القطري آنذاك، وفي عام ١٩٦٣.

بعد قيام ثورة ال٢٦ من سبتمبر بأسبوع واحد، عاد إلى ارض الوطن وساهم مساهمة فاعلة في الحفاظ على الثورة الوليدة، وتنقل في مواقع عديدة، في صعدة وصنعاء.

سافر للقاهرة وحصل على عدد من الدورات العسكرية وعاد معلما في الكلية الحربية التي تخرج منها ضابطا العام 1968

أثناء حصار السبعين كان من المدافعين عن العاصمة. استمر في عمله في الكلية حتى العام ١٩٧٢ عمل بعدها في التوجيه المعنوي للقوات المسلحة، ومن ثم تفرغ للعمل الأهلي والسياسي وعاد لمنطقته يسهم في نشر الوعي وتثبيت منجزات الثورة.

أسهم الشيخ الدعام في حل الكثير من المشاكل القبلية الكبيرة، أيضا تفرغ لقراءة التاريخ اليمني القديم وهو نسابة كبير، يعلم بكل القبائل اليمنية وبأصولها ومناطق هجراتها.

ظل الشيخ الدعام طيلة حياته يحذر من خطر الهاشميين السلاليين ومن تحينهم الفرصة للانقضاض على الجمهورية، وللأسف الشديد حدث ما كان يحذر منه.

كان اللواء الدعام أول من رفض التسليم للحوثيين في منطقته، ولم يسمح لهم بإقامة شعائرهم المزعومة، ودخل في مواجهات مبكرة معهم ومع أتباعهم من أبناء منطقة الرضمة، فناصبوه العداء، وعرضوا عليه العرض تلو العرض وقدموا أكبر الإغراءات ورفض كل عروضهم، وفي العام 2014 رفض مرور قواتهم باتجاه عدن وقاومهم مقاومة شرسة، وخاض أول معركة حقيقية مع الحوثيين الذين استخدموا ضده كل أنواع الأسلحة وسخروا مقدرات الدولة في إخضاعه، ومع هذا فقد أنزل بهم خسائر موجعة جعلتهم يصنفونه عدوهم الأول في محافظة إب، وقدم في هذه المعركة ولده الشهيد نبيل وعدد آخر من أبناء إخوته وبني عمومته وأبناء منطقته.

ورفض الشيخ الدعام الاستسلام وظل يقاوم، وبعد وساطات كبيرة قادها الرئيس السابق علي عبدالله صالح، خرج الشيخ الدعام إلى عدن ثم إلى القاهرة وبعدها انتقل للملكة العربية السعودية، ليشكل لواءً عسكريا في مارب، وظل صوتا جمهوريا خالصا، يكشف جرائم الحوثيين ويبين مؤامراتهم عبر التاريخ.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى